للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأستراتيج في عام ٤٩٠٤٨٩

ذاعت آراء (تيموستوكل) وانتشرت بين الاثينيين، فانضم إليه كثير منهم يؤيدونه ويساعدونه على تكوين هذا الأسطول البحري الضخم الذي يحلم بتأسيسه، بعد أن سمعوا ما سمعوا عن استعداد الفرس العظيم، وقرب قيامهم بالهجوم على وطنهم، وبعد أن رأوا من هذا النزاع الذي يهدد بلادهم بالخطر بين أثينا وأرجينا، وفي هذا النزاع لم تستطع أثينا إحراز النصر آلا بعد صعوبة كبيرة، بعد أن أعارتها كورنت عشرين سفينة من أسطولها، فأثر الخطر الفارسي والخطر الأرجيني عليهم. وقد زاد عدد المؤيدين لنظرية (ثيموستوكل) زيادة هائلة بعد ما وجد الأثينيون أن وطنهم أصبح في حاجة شديدة إلى المواد الغذائية التي قلت بنسبة عظيمة بعد أقفال الأسواق الاقتصادية في الخارج في البلاد المعادية لبلادهم، كبلاد البيوسيين والشاليين، أو في بلاد خضعت للفرس مثل بلاد شبه جزيرة اكليسيديك والبحر الأسود ومصر. فلم يكن بعد ذلك أمام أثينا أسواق اقتصادية واحدة تستطيع أن تتمون منها وهي سوق الغرب في صقلية وبلاد اليونان الكبرى؛ وأثينا لا تستطيع أن تستورد من هذه البلاد القمح والمواد الغذائية الأخرى إلا إذا كان لديها أسطول عظيم يحمل لها ما هي في حاجة إليه

ثم إن تيموستوكل أثر على مواطنيه بحجة أخيرة وهي من أقوى الحجج تأثيرا على ذهنية الشعب - إن صح إن للشعب ذهنية - فبين لهم إن الأسطول المزمع إنشاؤه سيكون مورداً لإعالة فقراء الأمة من الذين لا يجدون عملا ما، وهم أصحاب الطبقة الرابعة من الشعب المسماة طبقة (التيت فمن هذه الطبقة سيجند الملاحون والبحارة الذين من دونهم لا يستطيع الأسطول أن يقوم بمهمته على الوجه الأكمل

أقنعت أغلبية الشعب بهذه الحجج المختلفة؛ ولكنهم تساءلوا: من أين لنا بالمال الذي يساعدنا في بناء هذا الأسطول، ونحن نعرف أن الأسطول يحتاج إلى مال كثير؟ لم يقفوا كثيرا عند هذا السؤال، إذ ساعدهم الحظ في ذلك الوقت فوجدوا المال اللازم، وجدوه في مناجم (لوريون) بالعثور في عام ٤٨٣ - ٤٨٢ على عرق ثالث من عروق الفضة قائم بين طبقتين من الطبقات الأرضية، كطبقة (الشيست) وطبقة (الككلير)، وكان هذا مصدر ثروة

<<  <  ج:
ص:  >  >>