لقد هديتني فعرفت أن لك حكمة في خلق (الكوبرا) وهي أشرس الحيات، لأن سمها ينفع في دفع أشرس الأمراض وهو السرطان.
فمتى تهديني لأعرف حكمتك في خلق الدساسين والنمامين والمفسدين والمرجفين من صاغة الزور والبهتان؟
أيكونون من (الكوبرا) الآدمية؟!
العدل بين الأرض والسماء
كتب أحد الوعاظ كلمة في إحدى المجلات رداً على ما قلت في الوعاظ وقد أراد ذلك الواعظ أن يذكرني بأهمية الوعظ فذكر أشياء يجب أن ينزه عنها الجمهور المصري، ومن تلك الأشياء تقديم العرائض إلى ضريح الإمام الشافعي، لينصف المظلومين من الظالمين.
وكلام هذا الواعظ حديث معاد، فقد قيل هذا الكلام قبل مئات السنين، وهو لا يدل على فكر ولا عبقرية، لأن أصغر متعلم يدرك أن الأمر بيد الله وحده، وأن الشافعي لا يملك لنفسه ولا لغيره ضراً أو نفعاً، فجهاد الوعاظ في مثل هذا الشأن التافه جهاد في غير ميدان. ولكن هذه العرائض لها مغزى فلسفي لا يفطن إليه ذلك الواعظ اللبيب، وذلك المغزى هو اليأس من العدل بين أبناء الأرض، والشعور بأن العدل لا يصدر إلا عن السماء.
ومن هم المحتكمون إلى الإمام الشافعي؟
هم جماعات من العوام عجزوا عن تقديم غرمائهم إلى ساحات القضاء، لأنهم لم يجدوا الرسوم، أو لأنهم لم يجدوا الشهود، أو لأن حقوقهم على غرمائهم بلغت من الخفاء مبلغاً لا يفصل فيه غير السماء، لأن قضاة الأرض لا يحكمون إلا بعد ظهور الأدلة والبراهين، وهي لا تظهر في جميع الأحيان.
هل سمعتم أن وزارة العدل كلفت أحد رجالها درس تلك الشكايات؟
كل ما يقع هو اهتمام الشيخ القائم على الضريح بتمزيق تلك العرائض حتى لا يجدها الشاكون في أماكنها عند رجوعهم إلى الضريح، وبذلك يفهمون إن الإمام الشافعي أخذها بيديه الكريمتين ليدرسها بعناية، وليصدر حكمه الصارم على الظالمين.
وإنما يفعل ذلك شيخ الضريح ليضمن عودة أولئك العوام بالنذور والهبات، فهل أدبته وزارة