تقديرها للآثار العلمية، وهي تجهل أقدار العاملين من معلميها وما أنتجوا من بحوث وما استحدثوا من فنون؟
. . . هذا المعنى يا صديقي هو الذي رفعنا من أجله الصوت إلى وزارة المعارف - ووزيرها من أهل التأليف والتحقيق - نطلب إليها أن ترد إلينا الاعتبار العلمي، فتعترف بنا أدباء ومؤلفين ومحققين.
ولكنك تقول يا صديقي:(إن هذا الباب إن فُتح فسيتيح فرصاً كثيرة لأدعياء التأليف والتحقيق. . .)
وأعيذك يا صاحبي أن تكون قصدت إلى المعنى الذي تشير إليه عبارتك؛ فأي عمل لوزارة المعارف إن كانت لا تدرك الفرق بين المدعي والأصيل من أهل التأليف والتحقيق؟
ويذكرني قولك هذا يا صديقي كلمة قالها لي الدكتور فلان منذ بضعة أشهر، قال:(لو كنت موظفاً في مصلحة التنظيم لوجدت من وزيرها اعترافاً بمجهودك الأدبي أكثر مما أنت واجد اليوم في وزارة المعارف. . .!)
على أن للمسألة يا صديقي وجهاً أخطر من ذلك وأبعد أثراً في أدب الجيل؛ فإن إنكار الفضل على (ستة نفر) استعلنوا بجهودهم بين ألف ومائتي معلم في المدارس الابتدائية، جدير بان يفقد هؤلاء (النفر الستة) حلاوة الإيمان بمعنى الأدب، ويردهم آلات لا يعملون إلا (الواجب)، الواجب الذي يؤجرون عليه بالطعام والشراب واللباس وزخرف الحياة، وأعوذ بالله من سوء الخاتمة!
ومالي أبعد في الظن وأقدر وأتوقع وأترك الواقع الملموس؟ ألست تعرف كما اعرف يا صديقي مَن الذي (يؤلف) أكثر الكتب المدرسية في وزارة المعارف ومن الذي (يشرفها) باسمه الكريم؟. . . أحسبك لا تطالبني بالتصريح بأكثر من ذلك، لأنك لا تحاول أنت أن تنكره ولا أحاول أنا أن أخفيه. . . . . .
وتسألني: ما لهذا وللمشكلة التي نعالجها اليوم وتلك قضية من قضايا الأخلاق وهذه مشكلة من مشاكل الأدب؟
وأقول: إنه ما دام الاعتبار الأول عند وزارة المعارف في الحكم على الآثار الأدبية هو (وظيفة المؤلف) فما بد أن يكون هناك تعاون بين ذوي (العلم) وذوي (الجاه) شبيهه