- لا ليست هي التي تتحدث إليك، بل أنا التي أتحدث، إني عاقلة مفكرة. إليك عني أيها الراعي فأنا أخجل أن آتي بمثل ما فعلته (تاييس) أو (فيليرا) أو (كلوي) اللواتي لم ينتظرن يوم زفافهن، بل تعلمن أسرار (آفروديت) وأخذن ينسلن أولادهن في الخفاء!. . . لا. . . لا. . . لن أستسلم! في إمكانك أن تمزق قميصي فلن أستسلم إليك أيها الراعي! سأخنق نفسي بيدي هاتين قبل أن تنال مني مأرباً
- ولِمَ كل ذلك؟ بل ماذا صنعت؟ لقد لمست قميصك ولم أمزقه. . . ولثمت نطاقك دون أن أفك عقدته. ليكن ما تشائين! سأتركك تذهبين حيث أردت. . . هيا اذهبي. . . اذهبي. . . لم لا تذهبين؟
- دعني أبكي
- لعلك تحسبين أن حبي لك قليل ضئيل حتى أسلبك من نفسك ثم أدعك تستسلمين إلى أحزانك؟ أكنت أتحدث إليك هكذا مطولاً لو أني لم أكن راغباً منك بغير ساعة من اللذة البهيمية التي تستطيع أية فتاة راعية أن تمنحني إياها؟ أما أنبأتك عيناي بما أريد؟ ولكنك لا تنظرين إليهما أبداً. . . وإنك تحجبين عينيك، وترسلين عبرتيك
- أجل. . .
- ولكن. . . لو شئت لوددت أن أقضي عند قدميك حياة مفعمة بالحب والهوى، ولغمرتك بألفاظي العذبة الناعمة، ولكنت طوقتك بذراعي هاتين، ووضعت رأسي على نهدك، وفمي على ثغرك، ولكنت أرسلت شعرك الجميل يداعبني برفق وحنان؛ ونحن نتناغى ونتبادل القبل. اصغي إلي قليلاً يا فتاتي! لو شئت لصنعت لك كوخاً من أغصان خضر مزدهرة وأعشاب طرية ملأى بالجنادب المغردة والجعلان الذهبية التي تشبه الجواهر في قيمتها!. . . في ذاك المكان تنفردين بي طوال الليالي على فراش أبيض واحد هو معطفي الممدود، وهناك يخفق قلبانا إلى جانب بعضهما إلى الأبد
- دعني أبكي أيضاً
- بعيداً عني؟
- بين ذراعيك. . . وأمام ناظريك!
- أي حبيبتي. . . إن الظلام أخذ ينتشر، وبدأ الليل يرخي سدوله، وشرع النور يتوارى