في السماء كطائر مجنح لقد أصبحت الأرض بادية الظلمة. لم يعد يُرى من بعد سوى مجرى الجدول الفضي الطويل الذي يتلألأ كأنه نهر كبير من النجوم حول حقلنا. . . فيا له من نور عظيم!
- بلى إنه لعظيم. . . والآن هيا، قدني
- تعالي. . . إن الغابة التي سندخل الآن بين غصونها المتمايلة التي ستعانقنا جد عميقة، ولعله يصعب على الآلهة نفسها أن تقطعها في رائعة النهار دون أن تصاب بشيء من الرعشة والخوف. وفي تلك الممرات الضيقة لا ترى آثار حوافر آلهة الغابات المزدوجة متقفية آثار الإلهة الغابات. وكذلك لا ترى بين الأوراق عيون آلهة الغاب الخضر، محدقة بأنظار الرجال الفزعة. ولكننا لن نخشى شيئاً ولن نفرق أبداً ما دمنا نحن الاثنين معاً:(أنت. . . وأنا)
- لا، لن نخاف، إني أبكي بالرغم عني، ولكني أحبك وسأذهب معك. إن في قلبي إلهاً! هيا حدثني. . . حدثني كثيراً. . . إن صوتك لينطوي على إله أيضاً!
- أرسلي شعرك الجميل حول عنقي، ولفي ذراعك حول نطاقي، وضعي وجنتيك على وجنتي. انتبهي واحذري. يوجد هنا حجارة. اخفضي بصرك. . . يوجد هنا جذور. . . الأرض ندية رطبة، والعشب تحت أقدامنا العارية. غير أني أشعر بحرارة نهدك تحت يدي
- لا تبحث عنه، إنه. . . صغير، إنه. . . فتيّ، إنه. . . غير جميل. في الخريف الماضي لم يكن أكبر منه ولا أنضج من يوم ولادتي. وكثيراً ما كان صديقاتي يسخرن مني بسبب ذلك. لقد بدا نموه في الربيع مع براعم الأزهار. لم يعد في طوقي مواصلة المسير
- تعالي. . . إننا نمشي في الظلام. . . في الدجنة، لم أعد أرى وجهك. لم نعد نظهر، لقد لفنا الظلام واحتوانا الليل. تعالي نذهب إلى تلك الدوحة الكبيرة، أمام أشعة القمر. إن ظلها لكبير. . . إنه يمتد إلى حيث نحن. هيا. . . تعالي!. . .
- إنها ضخمة. . . إنها في حجم قصر!
- قصر زفافك الذي يفتح أبوابه لاستقبالنا نحن الاثنين في جوف هذا الليل المقدس