للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أغنياء إيران يهمهم أن ألا تخلو مكتباتهم من التآليف العربية فإن ذلك يدل - في عرفهم وتقاليدهم - على السراوة والنبل

وكان موضوع محاضرته الأخيرة: (بقية ما ترك لنا الأجداد) فافتتح كلامه بالأسف الشديد على أن فقدت المكتبة العربية كثيراً من المخطوطات الثمينة ثم قصر كلامه على التحدث عن (أبي حاتم بن حيان البستي) وذكر أنه لا يقل عن ابن ماجة في أهمية أسانيده للحديث، ثم أعلن أسفه بأن أحداً من المترجمين العرب لم يذكره في تآليفه، ولولا ياقوت الحموي لكان نسي كما نسي كثير من العلماء. ثم رجح الأستاذ أن نسبه ينتهي إلى (إياس بن مضر) وقال أن حياة هذا العالم الجليل قد انتهى بأن قتله خليفة المسلمين لتلبسه جريمة الاشتغال بالعلوم الرياضية.

عبد القادر جنيدي

إلى الكتاب

يجدّ الردى فينا ونحن نهازله ... ونغفو ولا تغفو فواقاً نوازله

كنت أتحدث مساء يوم من الأسبوع الماضي عن (معركة الإصلاح الاجتماعي) مفتتحاً العام الدراسي الخامس لمدرسة الخدمة الاجتماعية، فجال بخاطري وأنا أعرض وجوه المعركة أن أتساءل: أين كتابنا في مركز القيادة، وأين هم في صف الجنود، وأين هم في مجال الدعاية والإرشاد؟ وهل وضعوا خطة وبرنامجاً لعلاج مشكلاتنا الاجتماعية الكبرى ثم تهيئوا لخوض غمار المعركة حاملين علم الجهاد، أو أنهم آثروا حياة الدعة وعيشة السكون، والتزموا الحيدة المطلقة تلقاء هذه المعركة التي شنت فيها الآفات الاجتماعية الغارة علينا بغير رفق أو هوادة؟

ثم ألقيت نظرة على ما طوى التاريخ من أحداث اجتماعية غيرت أوضاع الحياة، فبصرت بأقلام الكتاب ولها السبق في ميدان الدعاية إلى المبدأ وبث الفكرة وحفز الهمم ومناصرة التجديد والإصلاح في نضالهما مع قوى الرجعية، وأحسست صولة القلم تسبق صولة السيف، ورأيت مهمة التمهيد لمعركة الإصلاح يضطلع بها نفر من أئمة الكتاب يشقون الطريق للجنود ويرسمون الخطط للقادة، ورأيت صرح الإصلاح وقد استقر على دعائمه

<<  <  ج:
ص:  >  >>