حدثني أنه لم يعرف المستر دنلوب إلا في الترام، وكان المستر دنلوب في الأيام الخوالي طاغية وزارة المعارف؟
وخلاصة القول أن الأغنياء في مصر لا يعرفون ما يجنون على أنفسهم وعلى أمتهم بما يتورطون فيه من إعلان الغني والثراء.
أيكون للغني هذا البريق الذي يزيغ الأبصار والبصائر؟
ألا يرعوي بعض الأغنياء عن إعلان غناهم بتلك الطرق البهلوانية، ليقوا بلادهم شر الفتنة المخوفة من حقد الفقراء على الأغنياء؟
كل شيء جائز، إلا أن تمتد ألسنة هذه النار إلى المدارس، وهي فيما نرجو محاريب لا يتوجه إليها غير من تنزهوا عن التكبر والاستعلاء.
أما بعد فما رأي وزير المعارف؟
ما رأيه في الدعوة إلى أن تكون المدرسة كالمسجد، وفي المسجد حصيرٌ واحد لجميع المصلين، ولو كان فيهم وزراء وأمراء؟
يجب أن يكون (شعار التلميذ) واحداً لجميع التلاميذ، ولو كان فيهم أبناء فلان وفلان، لأنهم جميعاً جنود، والملابس واحدة لجميع الجنود، فإن لم يراع هذا وزير المعارف فسنسجل عليه أنه فرّط قليلاً في حق هذا الجيل.
في مدارس البنات
يظهر أنه لا مُوجب للخوف من التنافس بين تلميذات المدارس فيما يتصل بالأزياء، فالمرايل واحدة للجميع، وهي تستر ما تحتها من الملابس القطنية أو الصوفية أو الحريرية، إن صح أن عند البنات من العقل ما يكفهن عن التطلع إلى ما تحت (المرايل) من أثواب!
ومع ذلك فلا بد من أن تحرص ناظرات المدارس على النظر في هذه الدقائق، لنضمن سلامة التلميذات من التنافس في الأزياء.
والناظرة أمٌّ ثانية، وتعقبها لهذه الشؤون لا يعدْ من الفضول، وستظفر بالثناء من الأغنياء قبل الفقراء.
أما المقصف فحاله في مدارس البنات كحاله في مدارس البنين وهو مصدر شر وبلاء، ومن الواجب أن لا يباع فيه غير الأطعمة الضرورية، بحيث لا تجد التلميذة غير