(تصبيرة) تدفع الجوع الذي يطرأ قبل وقت الغذاء، أما تزويد المقصف بكل ما لذّ وطاب فهو فرصة لنمو العادات السخيفة، كالتباهي بالغنى والترف والنعيم. . .
وبدعة صبغ الوجه بالألوان قد وصلت إلى بعض تلميذات اليوم، ولعلها وصلت إلى بعض المعلمات!
فلتنظر في ذلك ناظرات المدارس، فالتلميذات سيكن في المستقبل ربات البيوت، والرياضة على إيثار اللون الطبيعي ستنفعهن كل النفع، فاللون الخمريُّ أجمل الألوان، والإبقاء عليه غاية من الغايات القومية، لأنه من خصائص هذه البلاد، ولأنه الوشيجة التي تقرّب بناتنا من أخواتهن في الحجاز والعراق. وهل استطاع السواد أن يحجب الجمال الفتان عن أخواتهن في السودان!
إن القول بأن (البياض نصف الحُسن) مدسوس على الرسول، وهو فرية أذاعها الوافدون على العرب من الأقطار الرومية، فلندفع عن اللون المصري شر الأصباغ المجلوبة من بلاد لا تعرف من الجمال غير الطلاء.
ضرب التلاميذ
العقوبات البدنية ممنوعة بأمر وزارة المعارف المصرية، وتلك العقوبات موضع خلاف بين رجال التربية والتعليم، وقد أجازها بعض الإنجليز والألمان، بحجة أنها عقوبات طبيعية.
والواقع أن بعض التلاميذ (يستأهلون الضرب) ولكن إقرار هذا المبدأ قد تكون له عواقب سود، كما شهدت الحوادث التي ساقت مجترحيها إلى القضاء.
والواقع أيضاً أن المدرس قد يكون مسئولاً عن شيطنة التلميذ في بعض الأحيان، فهو قد يحاسبه على كل لفتة وكل لفظة بأسلوب يحمله على العناد، وإذا عاند التلميذ أستاذه كان ذلك بداية الاختلال في الصفوف.
التلميذ لا يجهد نفسه وقت الدرس بقدر ما يصنع المدرس، ومعنى ذلك أن الإجهاد قد يعرّض المدرس لسرعة الانفعال، ولا كذلك التلميذ، فهو في راحة نفسية تجيز له أن يضحك من غير موجب، وقد يرسل النكتة لمنظر يراه من المدرس أو من بعض التلاميذ.
وهنا تسنح الفرصة لإبراز قدرة المدرس على ضبط النفس، ولو شئت لقلت إن من واجب المدرس أن يرحب من وقت إلى وقت بشيطنة التلاميذ، لأنها من مظاهر الحيوية، ومن