الأدب، وقد كان أميل إلى الحكم والمواعظ، وله في هذا المعنى كتاب قيم اسمه (رأس الحكمة مخافة الله). رحمه الله رحمة واسعة، وألهم أهله الصبر عليه، وعوض أمته الخير من فقده.
(المنصورة)
علي عبد الله
الأسود بن قنان
ورد هذا الاسم في كتاب مسهب بليغ بين النثر والشعر، للأمير أبي عبد الله بن الأحمر الغرناطي، بعث به إلى سلطان فاس متوسلاً مستغيثاً متوجعاً من بني الأسبان ومناكرهم! وهو من إنشاء الشاعر الناثر أبي عبد الله محمد ابن عبد الله العربي العقيلي، وقد سماه (الروض العاطر الأنفاض، في التوسل إلى المولى الإمام سلطان فاس)
وفي ثنايا الكتاب يقول مادحاً السلطان المذكور:(. . . أعز جاراً من أبي دُوَاد، وأحمي أنفاً من الحارث بن عُباد. . . إن أغاث ملهوفاً فما الأسود بن قنان يذكر، الخ)
فمن هو الأسود بن قنان؟
يقول الأساتذة الإجلاء (السقا والإيباري وشلبي) الذين قاموا بضبط وتحقيق كتاب (أزهار الرياض في أخبار عياض) تعليقاً على هذا الاسم في الهامش: لم نجد شيئا عن الأسود ابن قنان هذا في المظان التي رجعنا إليها.
وللإخوان الكرام كل العذر، فالأسود بن قنان لم يسعده الحظ بالشهرة مع ما أوتيه من فتوة وأربحية وبأس ونجدة.
وقد عناني أن أعرف هذا الرجل الهمام الذي وصفه العقيلي بأكرم خلة يتصف بها إنسان: وهي إغاثة الملهوف! وخيل إلىّ أنني مررت بهذا الاسم فيما قرأت وإن غاب عني المصدر، حتى كنت ذات ليلة أتصفح (ديوان المعاني لأبي هلال العسكري) فبعثرت به مصادفة في فصل المديح من كتاب المبالغة.
قال أبو هلال رواية عن أبي الحسن البرمكي عن محمد ابن ناجية الرصغاني، قال: كنت أحد من وقعت عليهم التهمة أيام الواقعة بمال مصر، فطلبني السلطان طلباً شديداً، حتى