وأهم من هذا أن يمتحنوا ما في هذين الكتابين من آراء فلسفية، ليشعروا لجنة الامتحان بأنهم انتقلوا من الدرس والاستيعاب إلى النقد والتحقيق، وليس هذا بكثير على شبان هم بأذن الله طلائع الجيل الجديد.
العناصر الرئيسية
في كتاب (الأخلاق عند الغزالي) أربعة عشر باباً، وفي كل باب عدة فصول، ومن مواد هذا الكتاب تتضح ألوان كثيرة من التفكير الفلسفي عند العقول الإسلامية، وتظهر عبقرية الغزالي في نضارة وإشراق.
وأسلوب الكتاب يغلب عليه الحذر والتهيّب وقد يصل إلى الرمز والإيماء، لأن المؤلف كان يعاني رقابة عنيفة، هي رقابة اللجنة المكلفة بالنظر في صلاحيته لامتحان الدكتوراه، وإن كان من واجب المؤلف نحو نفسه أن يعلن أن تلك اللجنة لم تحذف منه غير فقرتين اثنتين، ولم تشر بغير زيادة كلمات معدودة تحدد المراد من بعض الأغراض
وكان شاع منذ أعوام أن كتاب (الأخلاق عند الغزالي) من تأليف الدكتور منصور فهمي، وهي إشاعة تشرفني وترفع من قدري، فأنا تلميذ هذا المفكر الجليل، ولو قضيت العمر في الثناء عليه لما وفيته بعض حقه في تعليمي وتثقيفي؛ ولكن كتاب (الأخلاق عند الغزالي) كتابي لا كتابه، بشهادة ما فيه من غطرسة واستعلاء، وأستاذنا الدكتور منصور آية في التواضع المقبول
وكان يجب أن ألخص ما في الكتاب من أبواب وفصول ليسهل درسه على المتسابقين، ولكني نظرت فرأيته في غاية من الوضوح والجلاء، فلم يبقى إلا أن أنص على ما يجب درسه بعناية والتفات:
في الباب الأول فصول تصور عصر الغزالي بإيجاز وتصف المدائن التي عرفها الغزالي، وسيسأل الطلبة عن محتويات هذا الباب
وفي الباب الثاني فصول عن أسرة الغزالي ومولده ونشأته وحياته الروحية، ومبلغ فهمه للحياة، وسيسأل الطلبة عما حصلوه من عناصر هذا الباب
والباب الثالث متعب، لأنه خاص بالينابيع التي استسقى منها الغزالي آراءه الفلسفية، ولا بد للطلبة من مذاكرة أساتذتهم في الاهتداء إلى تلك الينابيع