فيورثون على هذه التقاليد التي تضر ولا تنفع. فإلى الأمام يا أستاذ - الطنطاوي - وأكثر من هذه الأبحاث ففيها ترقية للذوق الشرقي وتهذيب للأخلاق وسعادة للمجتمع والله موفقك ومبارك غايتك.
محمد أحمد عمر
عبر كذا. . .
رداً على الأستاذ الكبير (أ. ع) أقول:
كنت احتججت ببيت سواد بن قارب
فشمّرت عن ذيلي الإزار وأرقلت ... بي الدعلبُ الوجناء عبر السباسب
وقلت في الحاشية:(ولعل من الإنصاف أن أقول: يمكن تخريج الشاهد على غير ما استشهدت له بجعل عبر صفة للناقة الخ) ومن ثم يرى القارئ أني لم أوجب أحد الرأيين، وأني أجزتهما ولكني - في هذا الشاهد - رجحت العبر بمعنى العبور، على أن يكون مصدراً مراداً به أسم الفاعل
ولكن الأستاذ (أ. ع) يحتم في رده أن تكون صفة ثالثة للناقة لا غير. ويرى أن الشاعر في مقام تعديد محاسن ناقته وما فيها من مزايا، فهو يصفها بالفتاء والقوة، وبأنها قادرة على شق السباسب الخ. . .
ورداً على ذلك أقول: لا يتعين في هذا الشاهد قصر المقام على تعديد محاسن الناقة، فإن في قوله (الذعلب) وهي الناقة السريعة، و (الوجناء) وهي القوية الشديدة، كما في اللسان ما يغني عن الوصف بأنها (عبر سباسب) وهو معنى لا يغاير سابقيه كثيراً
ويؤيدني فيما أذهب إليه ورود البيت في بعض الروايات على معنى الظرفية لا الوصفية. ففي السيرة الحلبية ج١ ص٢٦٧:
فشمرت من ذيل الإزار ووسَّطت ... بي الذعلب الوجناء بين السباسب
وكذلك الرواية في (سفينة الراغب ص٦٣٨) نقلاً عن (أنوار الربيع في أنواع البديع)
وليس معنى هذا أنني أؤيد استعمالها ظرفاً، ولكني لا أزال أرى أنها مصدر وقع موقع أسم الفاعل. فقد خرج من حسابنا ما ساقه الأستاذ من الأدلة على أنها ليست ظرفاً، فهو رأى لم