ونرجع إلى التخريج الذي رأيته، وجهد الأستاذ أن يفنده، فقال: إن المصدر لا يقع حالاً إلا إذا كان نكرة، و (عبر السباسب) معرفة بالإضافة، وأبطل بهذا - في زعمه - تخريجي
وأقول: إن الأستاذ لم يتبين رأيي على وجهه الصحيح، إذ توهم أني أرى (عبرا) مصدراً أريد به الحال، ولم أقل هذا، وإنما قلت: إنه مصدر وضع موضع أسم الفاعل، فهو عبر معنى عابر، كما في قوله تعالى:(إن أصبح ماؤكم غوراً)، أي غائراً؛ ورجل عدل، أي عادل. . .
وسواء وقوع هذا المصدر بعد ذلك حالاً أو خبراً أو فاعلاً الخ فذلك راجع إلى السياق. . . فقد أصبحت القضية الآن: هل يشترط تنكير المصدر إذا وقع موقع أسم الفاعل، بصرف النظر عن كونه حالاً أو غير حالاً؟
لم يقل أحد هذا، فأنت تقول:(قاضيكم العدل)، أي العادل، (وأنصفني عدلكم)، أي عادلكم. فأنت ترى أني أنص على أن كلمة (عبر حال) - حتى يشترط تنكيرها - وإنما نصصت على أنها مصدر بمعنى فاعل، وكونها (حالاً) أمر اقتضاه سياق الكلام في الجمل التي ساقها الأستاذ وساعد عليه أن المصدر سيفقد تعريفه بعد التقدير، وسيصير المضاف إليه مفعولاً، وذلك في قولك:(عابرة الاطلنطي)؛ فليس ثم ما يمنع من أن يكون المصدر (حالاً) بعد أن فقد تعريفه
وبعد. . . فأني أنشد الحقيقة. . . وعلى الأستاذ أن يقنعني - إن استطاع - فأسلم له ومني عليه التحية
(بني سويف)
محمد محمود رضوان
المدرس بالمدرسة الابتدائية
حول كلمة (عبر)
سيدي الأستاذ الكبير (الزيات)
سلام الله عليك. قرأت بإعجاب كبير ما دبجته براعة الأستاذ الكبير (أ. ع) خاصاً باستعمال