فقر ما وجدت العفة والسجاحة. إن المثري الذي يرفض الزواج من امرأة لأنها فقيرة، لهو غني سافل؛ وإن الفقير الذي يخطب امرأة لأنها غنية، لهو فقير حقير
كذلك أريد زوجة بشوشة لا عبوسة، لأن العيش مع هذه شقاء متصل وعذاب مقيم. ثم إني لا أريدها متشائمة تظل قابعة في زاوية من زوايا البيت تنعق كالغراب
ويجب أن تكون حسنة الهندام في غير إسراف، وأن ترتدي ثياباً محتشمة لا تلك التي تخترعها الخليعات من النساء
ويجب ألا تعمل ما يعمله البعض، وإنما تعمل ما يعمله الكل
وأفضّل الزوجة البخيلة على الزوجة المبذرة؛ ذلك أن التبذير شر يجب الابتعاد عنه، على حين أن البخل، وإن كان ذميما، قد ينفع في بعض الأحيان. على أني أعد نفسي سعيداً إذا ظفرت بزوجة سخية
لا يهمني أكانت بشرتها بيضاء أم سمراء، أو كان شعرها أسود أم أشقر، وإنما الذي يهمني هو ألا تجعل شعرها أبيض إذا كان أشقر، لأن ذلك يبعث على الغيرة وقد لا تحمد عقباه. ولا يهمني أيضاً أكانت زوجتي طويلة أم قصيرة، لأن في كعب الحذاء تلافيا لهذا النقص الجسمي؛ والكعب كالموت يسوي بين الناس
أما عن كونها هزيلة أو بدينة، فأقول إنه إذا لم أستطع الحصول على زوجة تكون على الأقل معتدلة الجسم فأنا أفضل الهزيلة. . . أحب أن تكون زوجتي هيكلاً عظمياً لا قطعة من الشحم واللحم
ثم أريدها مكتملة الشباب لا طفلة ولا عجوزاً، فالفرق بينهما كالفرق بين المهد واللحد. ذلك لأني قد نسيت من زمان بعيد أناشيد المهد، وأنا لم أتعلم بعد ترتيل المراثي. حسبي أن تكون امرأة ناضجة، وأن تكون حديثة السن فتلك منة من الله
وأود من صميم قلبي ألا يكون فمها وعيناها ويداها على جمال خارق. ذلك أنها إذا بلغت الكمال في هذه الأعضاء لما احتملها أحد؛ لأنها في هذه الحالة لا تنفك تلعب بيديها لتعرضهما على الناس، ولا تني تدير مقلتيها ليلحظهما الناس، ومما يصعب احتماله أن ترى امرأة دائمة الضحك والتثاؤب لا لشيء سوى أن تريك أسنانها اللؤلؤية. إن القلق يذهب بالجمال، وإن الإهمال يخفي العيوب