دينهم في مجال الجدل الديني، ومما جعل الشبان في عصمة من أضاليل الإرساليات الدينية الأجنبية التي همها تشكيك المسلمين في رسالتهم الخالدة
وحين رأت هذه الجمعية أنه لا يتم صلاح الأمة إلا بصلاح نصفها الذي طال إهماله - أعني نساءها - لأنهن الأساس في بنائها والمتصرفات في قلوب نشئها، وعزمت أن تنشئ لهن دروساً دينية عهدت إلى الفقيد بإلقائها وتنظيمها بالاشتراك مع المغفور له شيخ العروبة أحمد زكي باشا. فنهضا بذلك نهضة كان لها أثرها. إذ حملت كثيراً من فضليات السيدات الآنسات المسلمات على تأسيس جمعيات نسوية للدعوة الدينية بين النساء وتوجبهن إلى فهم أسرار دينهن، مما يبشر بتحقيق الآمال في حركة الإصلاح
لم يكن نشاط الراحل الكريم قاصرا على خدمة أغراض هذه الجمعية في داخل حدود مصر، بل تعداها إلى البلاد العربية والإسلامية الشقيقة، فقام إليها بسفارات عدة وأسفار بعيدة؛ إذ اشترك في أول مؤتمر إسلامي عام حين عقد بالقدس خاصاً بقضية فلسطين ١٩٣١، وتزعم الرحلة التي قام بها جوالة الشبان المسلمين في صيف السنة ذاتها إلى فلسطين وسوريا ولبنان. وكان وجوده على رأسها من اعظم أسباب الترحيب بها والالتفات إليها من السلطات والأندية الدينية والاجتماعية التي كان له فيها ذكر مرفوع. ثم قام برحلة مع جوالة الشبان المسلمين كذلك إلى تركيا في صيف ١٩٣٤
ولكن أعظم رحلة قام بها في خدمة أهداف الجمعية هي رحلته إلى الهند سنة ١٩٣٦ في البعثة الأزهرية التي بعثها فضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ المراغي لدراسة شئون طائفة المنبوذين في الهند تمهيداً لدعوتهم إلى الإسلام ولدراسة شئون إخواننا المسلمين هناك عن قرب، وإنشاء روابط تعارف بين رجالنا ورجالهم
هذه الرحلة الشاقة التي ركب الفقيد فيها البر والبحر والجو، وتنقل فيها ببلاد الهند الواسعة يخطب ويكتب ويتحدث، وهو الشيخ المعمر الذي يحتاج إلى الراحة السكون. . . هي أعظم شهادة له تدخله في عداد المجاهدين الصادقين والعلماء العاملين الذين وهبوا الله جهودهم وأعمالهم بعدما وهبوه ألسنتهم وأقلامهم إلى آخر رمق من حياتهم. والذين يعلمون أن العمل للإسلام في هذا العصر لا يكون بتحصيل العلوم وتأليف الكتب وحدها بل لابد معه من النزول إلى ميدان الجهاد العملي والاشتراك في المعترك الأبدي بين الخير والشر