للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم تكن (إيثيل) على علاقة طيبة بذويها، ولعلهم أرغموها على قبول هذه الزيجة. . .

عاد (جاك) إلى كوخه وخلع ثيابه، ثم أشعل غليونه وراح يفكر في فتاته. . . وهو وإن كان قد أقسم ألا يفكر فيها، فقد تداعت أفكاره بالرغم عنه، وتراءت له (إيثيل) في تلك الآونة في جمالها الآسر، وشعرها الأسود، وأهدابها الوُطف، وشفتيها الصارختين. . . تراءت له كما رآها آخر مرة حين قال لها: (إلى اللقاء). وأفاق من تأملاته على صوت (سيكوندار) يقول: ضيوف يا (صاحب)!. . .

فنهض من فراشه واتجه إلى باب الخيمة، فأبصر جماعة صغيرة تتخذ طريقها إلى التل، واستطاع أن يتبين من بين أفرادها رجلاً وامرأة من البيض

- أعد الشاي يا سيكوندار. . . قال ذلك وأسرع للقائها فقابلها عند منعطف الممر، فما عتم أن أخذ وأسقط في يده!

لم تكن المرأة غير (إيثيل رين)، كل، بل (إيثيل هيرسن) لأن هذا الرجل القصير البدين ذا العينين العكرتين والشفتين الغليظتين لابد أن يكون زوجها. . . وامتقع وجه (إيثيل) وتقلصت شفتاها، وأخذ كل منهما يحدق في وج صاحبه إلى أن بددت (إيثيل) ذلك الصمت هوم على المكان بقولها:

- أهذا السيد (كارلتون). إذن فأنت ضابط الغابة هنا؟

فأجابها بهدوء:

- نعم. . .

قالت:

- هذا زوجي ألح عليه المرض وأضناه، جاء إلى هنا يلتمس الشفاء بين التلال. . .

قال (هيرسن):

- لا أظن أن الجو هنا أشد برودة من جو الوادي. أيبعد معسكرك كثيراً من هنا؟ فأجابه جاك محاولاً أن يظهر سروره لرؤيته:

- كلا. لا يبعد كثيراً، ويعد من تحصيل الحاصل أن أذكر لكما أني مضيفكما على الرحب والسعة، وأننا لن نذخر وسعاً لأن نجعل زورتكما لطيفة بهيجة. والجو هنا صحو عليل آمل أن يفيد السيد، وكذا آمل أن يفيد السيدة، وأضاف الجملة الأخيرة إذ استملى من بشرتها

<<  <  ج:
ص:  >  >>