بخيمة هيرسن، فإذا بصيحة يتمثل فيها الرعب والضراعة تطرق آذانهما. وما لبث بعدها أن اندفع سيكوندار من الخيمة يتبعه هيرسن ثائراً صاخباً ممسكاً بهرواته. وكاد الطفل يفر من الرجل الثمل لولا أن اشتبكت سترته بصندوق فارغ من الويسكي، فلحق به هيرسن وضربه ضربة قوية جرى بعدها الطفل وهو يتلوى من الألم
فصاح جاك غاضباً: ما هذه القسوة يا هيرسن؟
وخرجت إيثيل في هذه الآونة واجفة القلب واكفة الدمع، وقادت هيرسن إلى داخل الكوخ في صمت وسكون
هذا، ورينجت سينج ساكن هادئ لا تنفرج شفتاه على كلمة، وإنما تآلفت قسماته على الإفصاح عما استسر في نفسه، وكاد الغضب يتطاير من عينيه ناراً. . . واعتذر جاك عن هيرسن، ولكن رنجت سينج ظل على صمته، ومضى تاركاً سيكوندار لجاك. . .
وفي الأصيل قابل جاك إيثيل وسارا معاً في الأجمة المؤدية إلى معبد الدردار في ذلك المكان المقدس. فقالت له بصوت هدجه الألم:
- لقد كنا عبئاً ثقيلاً عليك إلى وقت طويل يا جاك. . . إنما يجب ألا نقضي ليلة واحدة بعد هذه. . . نعم يجب أن نرحل ولكن جاك رجاها أن تمكث أسبوعاً، فقبلت بعد إلحاح. . . وما لبث أن أقبل هيرسن عليها وقد عاد إليه شعوره وقال:
- آسف، فقد كنت فاقداً لصوابي يا كارلتون. . .
وحانت منه التفاتة إلى الأجمة فقال:
- إني لتعتلج في نفسي رغبة ملحة في أن أقطع بعض هذه الأشجار!
قال جاك:
- إقطع ما شئت من شجيرات التل، ولكن لا تمس أشجار هذه الأجمة بسوء.
فتساءل هيرسن بحزن:
- ولم لا تكون واحدة من هذه؟
فأجابه جاك قائلاً:
- لأن أشجار هذه الأجمة مقدسة يا هيرسن. أنسيت سريعاً قصة القرية المهجورة؟. . .