وهذه العبارة تدلنا على أن للمؤلف (غاية وطنية)، فهو يريد تنبيه قومه إلى ما يحيط بهم من أخطار بسبب تحاسد الشعوب الأوربية، ويحاول أن يخلق لبلاده عصبية في الأقطار التي تخفق فوقها الراية البريطانية.
ومع أن المؤلف لا يجهل أن أصطرع الآراء المتنافرة قد يعرض بلاده لأخطر المصاعب، مع هذا لا يفوته أن يعرض تلك الآراء بترفق وتلطف، وكأن لسان حاله أو مقاله يشهد بأن تلك الآراء ليست إلا نباتات بريطانية جديرة بالعناية والاهتمام، وإن لم يخل بعضها من شذوذ.
ما هذا الكلام؟
المؤلف حريص على ضرب الآراء بعضها ببعض، ولكنه يتسامح مع الخطيب الذي شرح مزايا الأمة الأمريكية، فما هذا الكلام؟ ولأي غرض قريب أو بعيد استباح المؤلف أن يثني على الأمة الأمريكية بلا اقتصاد ولا اعتدال؟
لذلك أغراض:
الغرض الأول هو التعريف بحقيقة الأمة الأمريكية في مذاهبها المعاشية، وهنا يهتم المؤلف بتقرير ما عليه الأمريكان من احترام الواقع الملموس، وكأنه يدعو قومه إلى فهم هذا الجانب من الذهنية الأمريكية.
يقول الأمريكان:(دعونا نأكل ونشرب) يقولون ذلك وهم مؤمنون إيماناً قوياً صحيحاً، ولا يزيدون عليه ذلك القول المتبط السقيم (فإننا سنموت غداً).
ومع أن المؤلف ساق هذا الكلام مساق السخرية من الأمريكان فأنا أرجح أن له غاية في عرضه على مواطنيه، عساهم ينتبهون إلى تفاهة الاهتمام بالنظريات. الغرض الثاني هو الغض من قيمة المناقشات الدينية، وهي المناقشات التي بددت قوى الشعوب الأوربية في أجيال طوال
من رأي المؤلف أن الدين في أمريكا نبات طفيلي بلا جذور وان انتسابهم إلى المسيحية