إن السعادة لن يكون منشؤها غير الفيض الذاتي من القلب الذي يتصل بأعماق الحياة ذات المسرات الأصلية. ولن تأتي بها شهرة أو مال أو ألقاب يخلعها عشاق الأعاجيب.
فليحذر الشباب أن يصدقوهم ويكذبوا الحياة. . .
كلا. لم نخرج إلى الوجود لنفهم أنفسنا عن أطايبه إلا ما يه تأثيم ومساس بحقوق الجماعة التي تنمو بينها عوامل الحياة
فلنأخذ طوعاً من الوجود كل طيب مريء كما نحمل كرهاً على تناول الخبيث الوبئ من آلامها. . . وليس من العدالة أن نقبل الألم ونأبى السلامة، إلا إذا أردنا أن تكون حياتنا سلسلة من النقمة والسخط والوجيعة واجتراز الأحزان ورؤية الحياة من وجهها المظلم وحده. . .
ولندفع أنفسنا إلى غايات الكبرى في شئ من الخديعة والتلبيس كما ندفع الأطفال إلى غايات مستقبلهم. . .
وإن الاعتراف بازدواج المساءات والمسرات في الطبيعة هو أول أسس النجاح واجتياز محنة الاختبار في هذه الدار. ونكون سعداء حينما تخرج من هذه الحياة متوازنة فينا نواحي الآلام والمسرات. ونكون أسعد حينما متفائلين طيبة نفوسنا راضين عن الحياة وواهب الحياة. . .
وإن الأقدار ترمينا بيد السوء لتمسح عنا بيد النعمى. فإذا وقعت علينا إحدى اليدين فمن الفطنة ألا ننسى أن الأخرى وراءها. فواجب أن نفر من الحزن ولا نحسبه ضربة لازب، وألا يطيش بنا الفرح فحسبه ضربة لازب. . .