غضب (شوقي) على ذلك العدد من (السياسة الأسبوعية) وكان (شوقي) إذا غضب غضب معه ألف مرتزق من أدعياء الأدب، فمضى أولئك المرتزقة يقولون في الدكتور هيكل ما تسمح بنشره الوريقات المتسمة زوراً بوسم الجرائد والمجلات، فكتب الدكتور هيكل في (السياسة الأسبوعية) مقاله المأثور: (أخلاق شاعر الأخلاق)، وهو مقال فصل فيه ما كان بينه وبين (شوقي) وتوعده توعداً أليماً، فقد نص على أن (شوقي) لن يظفر منه مرة ثانية بمثل ذلك الاحتفال!!!
ورأيت أن ارجع إلى الدكتور طه استفتيه، فابتسم وقال:
كان مصيرك سيكون أفضع من مصير هيكل لو كتبت مقدمة (الشوقيات)!!!
ثم ماذا؟ ثم ذهب (شوقي) الحقود، (شوقي) الذي قطع ما بينه وبين كرام الرجال لأسباب لا تستحق أن ينصب لها ميزان، وبقى (شوقي) الشاعر، (شوقي) الذي رثاه (المازني) يوم مات، بعد أن قال فيه ما قال!
دسائس صحفية
فسد ما بيني وما بين شوقي بعد اعتذاري عن كتابة مقدمة الشوقيات، فانقطعت عن لقائه بمكتبه في شارع جلال، وأنقطع هو أيضاً فلم يعد يسأل عني. وجاء ظاغور أمير شعراء الهند فأقام له حفلة في داره دعا إليها أساتذة الجامعة المصرية، ولكنه تجاهل أسمي فلم يدعني إلى استقبال ذلك الشاعر الصناج.
وسمع بذلك الحادث جماعة من الصحفيين فحرضوني على إيذاء شوقي بمقال أو مقالين، وزعموا أن مال شوقي لا ينال بغير الهجاء!
وما أنا ومال شوقي أو غير شوقي؟
هل منحنا الله نعمة القلم الصوال، لنبتز الأموال؟
إن شوقي الحقود حرمني فرصة التمتع بصوت طاغور، وما صوت طاغور بالقياس إلى الموسيقية الشوقية؟