للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

شوقي شاعر مصر، وهو على جحوده أستاذ الأساتذة في ميدان القصيد، فمن الواجب أن أحفظ عهده إلى أن يموت، وقد مات قبل أن يسمع كلمة نابية من قلمي أو لساني.

فعليك يا شاعرنا العظيم ألف تحية وألف سلام! وحفظ الله عهدك بين أقطاب الأدب الرفيع!

كيف يدرس المتسابقون شعر شوقي

الغرض من هذه الدراسات هو توجيه من سيتبارون في مسابقة الأدب العربي، فماذا نقول في توجيه أولئك الشبان؟

أهم قصيدة في الجزء الأول من الشوقيات هي قصيدة (نهج البردة). ولهذه القصيدة تاريخ يجدونه في الطبعة الثانية من كتاب (الموازنة بين الشعراء)، وما أريد أن أغتنم الفرصة فأعلن عن كتابي في مجلة الرسالة بالمجان، وإنما هي فرصة للطلبة الأعزاء، فأن درسوا ما كتبت عن تلك القصيدة في ذلك الكتاب فسيشغلون لجنة الامتحان بأبحاث تجوز بهم السراط في أمان.

وهنالك مرجع ينفعهم في هذا الموضوع الدقيق، وهو كتاب (المدائح النبوية في الأدب العربي) وفي ذلك الكتاب تفصيل واف لتطور المدائح النبوية من عهد حسان إلى عهد شوقي، فقد بدأ هذا الفن مدحاً خالصاً، ثم تحول إلى نزعة من (التشيع) ثم صارفنا بلاغياً يسجل فنون (علم البديع) ثم عاد مدحاً صرفاً على لسان شوقي والبارودي والحملاوي، مع تفاوت في أسلوب الأداء.

أما القصيدة الثانية فهي (الأندلس الجديدة) ويجب حفظها عن ظهر قلب، لأنها من محفوظات لجنة الامتحان، ولأنها فيما نعتقد أعظم شعر جاد بها الشعر الحديث في تصوير التعاطف بين الأمم الإسلامية:

مقدونيا - والمسلمون عشيرةٌ - ... كيف الخؤولة فيكِ والأعمامُ

أتَرَيْنهم هانوا، وكان بعزهم ... وعُلوُّهم يتخايلُ الإسلام

إذ أنتِ ناب الليثِ، كل كتيبة ... طلعتْ عليك فريستةٌ وطعامُ

وقد سما شوقي بهذه القصيدة سمواً لا يدرك مداه غير من يعرف أسرار الشعر وسرائر القلوب.

ولهذه القصيدة أهمية في شاعرية شوقي، فقد كادت آراء النقاد تجمع على إن عبقرية شوقي

<<  <  ج:
ص:  >  >>