للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لم تتفتح ألا بعد نفيه في أيام الماضية، وهو قد نظم هذه القصيدة في سنة ١٩١٢ قبل النفي بأعوام.

ثم تجئ قصيدة (انتحار الطلبة) وهي قصيدة طوِّقت بها وزارة المعارف بأطواق من حديد، فالطالب المنتحر:

ناشئٌ في الورد من أيامهِ ... حَسْبُهُ الله أبالورد عَثرْ؟

سدد السهم إلى صدر الصبا ... ورماه في حواشيه الغُرَر

بيدٍ لا تعرف الشر ولا ... خُلِقتْ آلا لتلهو بالأُكر

ولكن كيف صنع الطالب بنفسه ذلك الصنع المقوت؟

قال ناسٌ: صرعةٌ من قَدَر ... وقديماً ظلمَ الناسُ القَدَرْ

ويقول الطبُّ: بل من جِنَّةٍ ... ورأيت العقل في الناس نَدَر

ويقولون: جفاءٌ راعَهُ ... من أبٍ أغلظَ قلباً من حجر

وامتحانٌ صَّبتْه وطأةٌ ... شَّدها في العلم أستاذ نَكر

لا أرى ألا نظاماً فاسداً ... فكك العلم وأودَى بالأُمر

من ضحاياهُ - وما أكثرها! - ... ذلك الكاره في غض العُمُر

وتلك قصيدة نادرة، فليتفهمها الطلبة وليحفظوها عن ظهر قلب، فموضوعها يكاد يتجدد في كل يوم، وهي تنهي عن آفة من آفات الضعف في هذا الجهل.

التغني بالآثار المصرية:

فاتحة الشوقيات هي قصيدة شوقي عن (كبار الحوادث في وادي النيل) وهذه القصيدة تصحح غلطة وقع فيها صاحب (الموازنة بين الشعراء) فقد نص على أن إسماعيل صبري هو أول شاعر من مذاهب القول في وصف آثار الفراعين، بعد أن ثار الجدال بينه وبين خليل مطران في سنة ١٩٠٤، ثم تشاء المقادير أن يعرف ذلك المؤلف أن شوقي سبق صبري في التغني بتلك الآثار الخوالد في القصيد الذي ألقاه في مؤتمر المستشرقين سنة ١٨٩٤

فما ذلك القصيد؟ هو قصيد طويل سجل به الشاعر ما كان لمصر من تحليق وإسفاف في أعوام تزيد على خمسة آلاف.

<<  <  ج:
ص:  >  >>