قلب، وراويها في هذا اليوم هو الأستاذ محمد سعيد لطفي بك، وله بها هيام وغرام، فهو ينشدها كما لاحت فرصة للحديث عن شوقي
اقرءوا هذه البائية، يا شباب اليوم، لتعرفوا كيف نستهين بما ينظم الأطفال من الشعر في هذه السنين العجاف!
اقرءوا هذه البائية احفظوها، فهي من آيات الشعر الحديث
وما السيف آلا آية الملك في الورى ... ولا الأمرُ إلا للذي يَتغلبُ
فأدِّب به القوم الطغاة فأنه ... لنعم المربى للطغاة المؤدب
تنام خطوبُ الملك إن بات ساهراً ... وإن هو نام استيقظت تتألب
تكليل أنقرة وعزل الآستانة
تلك قصيدة كافية تسجل انحسار الخلافة عن استنبول، بعد حوادث تشيب ناصية التاريخ، وتصور عزة الترك بأنقرة في عهدهم الجديد
وفي هذه القصيدة توجع شوقي لعزل استنبول، وأعتذر عن أبنائها الاماجد فما نقلوا مركز الملك إلى أنقرة ألا رعاية لخطة من خطط الدفاع عن البلاد
لو أن سلطان الجمال مخلّد ... لمليحةٍ لعذلتُ من عزلوك
خلعوك من سلطانهم فسليهمُ ... أمِن القلوب وملكها خلعوك
لا يحزُنك من حُماتك خطة ... كانت هي المُثلى وأن ساءوك
أيقال فتيان الحمى بك قصروا ... أم ضيعوا الحُرمات أم خانوك؟
وهم الخفاف إليك كالأنصار إذ ... قلّ للنصير وعزَّ من يفديك
والمشتروك بمالهم ودمائهم ... حين الشيوخ بجبة باعوك
هدروا دماء الذائدين عن الحمى ... بلسان مفتي النار لا مُفتيك
شربوا على سر العدو وغردوا ... كالبوم خلف جدارك المدكوك
لو كنت مكة عندهم لرأيتهم ... كمحمد ورفيقه هجروك
وهو يشير في هذه الأبيات إلى ما وقع من رجال الدين في استامبول، فقد أفتوا بوجوب مقاتلة الكماليين بوجوب طاعة الخلفاء، وكانوا احتلوا استامبول، ولم يجلوا عنها بعد ذلك ظائمين، وإنما أكرهتهم السيوف الكمالية على الجلاء