للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والشاعر يجعل انتقال أتاتورك ورفاقه من استامبول إلى أنقرة شبيهاً بانتقال الرسول ورفيقه من مكة إلى المدينة، وهو تشبيه على جانب من الجمال

انتصار الأتراك في الحرب والسياسة

ثم يلتفت القارئ مرة ثانية فيرى شوقي يرجع إلى تمجيد أتاتورك من جديد، بقصيدة بائية على غرار بائية أبى تمام في فتح عمورية، وقد تلاعب فيها بالمعاني وجال في فنون القول كل مجال

كان عصمت باشا مندوب الأتراك في مؤتمر لوزان، وكان رجلاً ضعيف السمع لا يصل إليه الصوت إلا بالصياح، فجعله شوقي:

أصمٌ يسمع سر الكائدين له ... ولا يضيق بجهر المحنق الصخب

والذي يقرأ أخبار الحرب في هذه الأيام يرى الانسحاب يوصف بالجمال، وقد سبق شوقي لغة هذه الأيام فقال في انسحاب اليونان:

جدِّ الفرارُ فألقى كل معتقل ... قناته وتخلّى كلُّ محتقب

يا حُسْنَ ما انسحبوا في منطقٍ عَجَب ... تُدعى الهزيمةُ فيه حُسْنَ مُنسحَب

وكان ساسة اليونان منوا شعبهم بمملكة جديدة في بلاد الترك، فقال شوقي:

هم حسِّنوا للسواد البُله مملكةً ... من لِبدة الليث أو من غِيلة الأشِبِ

وأنشئوا نزهةً للجيش قاتلةً ... ومن تنزه في الآجام لم يؤب

وكان الدكتور طه حسين كتب مقالاً في جريدة الاتحاد أراد به التهوين من شأن هذه البائية، فهل ينظر فيها من جديد ليعرف أنه كان من المخطئين؟

رحالة الشرق

وهذه قصيدة عينية قالها شوقي في تكريم الرحالة محمد حسنين باشا، وكان استكشف واحتين في الصحراء الروبية

ويضيق المقام عن شرح ما في هذه القصيدة من أغراض، ومع هذا لا يفوتني أن أدل للطلبة على سجية شوقي في الجنوح إلى التأمل العميق من حين إلى حين. وهل وازن أحد بين الصحراء والحياة على نحو ما وازن بينهما شوقي إذ يقول:

<<  <  ج:
ص:  >  >>