يعاني الشعب من ظلمات الحوادث والخطوب. . .
ولم نكن كأولئك، فنحن قوم نعيش للشعب وفي صحبة الشعب، ولنا فيه أعمام وأخوال، ولن نتجنى عليه بأي حال
ونحن مع هذا معرّضون لدسائس سود، ومن الواجب أن نبدّد تلك الدسائس، بلا تسويف، تمهيداً للوزارة التي سنؤلفها في العام الجديد.
قيل إن الزيات متأنق في الأسلوب، فهو يزاوج بين لفظ ولفظ بغير عناء؛ وأقول إن هذه النزعة تنفع في المزاوجة بين الطبقات والأحزاب، حين يمس الزيات وهو رئيس الوزراء.
وقيل إن العقاد مولع بوصل ما بين الشرق والغرب في الآفاق الفكرية، وأقول إنه أصلح الأدباء لتولي وزارة الخارجية.
وقيل إن أحمد أمين لا يجيد الكلام في غير البحث المطروق، وأقول إنه أصلح الناس لوزارة المواصلات، فلن نجدد فيها إلا بعد انتهاء الحرب.
وقيل إن المازني أول أديب حجّ بيت الله في غير موسم الحج، فهو إذن أصلح الأدباء لأن يكون سفير مصر في الحجاز، وإن قال في صلاة (زكي باشا) ما قال.
وقيل إن توفيق الحكيم يقدس (السيدة زينب) فهو إذن وزير الأوقاف.
وقيل أن طه حسين لم يُجد في (هامش السيرة) غير الحديث عن (الراهب) فهو إذن وزيرنا في بلد النجاشي.
وقيل إن محمود تيمور لا يحسن القول إلا في وصف الطبقات الشعبية، فهو إذن وزير الشؤون الاجتماعية.
ولا موجب للحديث عن الأدباء الغَدَرَة من أمثال: عبد القوي أحمد ومحمد هيكل ومصطفى عبد الرزاق؛ فقد تولوا الوزارة قبل أن يستأذنوا إخوانهم من رجال القلم البليغ!
بقي مكاني في الوزارة المنشودة، فما عسى أن يكون؟
هل أختار وزارة المعارف؟
وكيف وهي وزارة متعبة، وما تولاها رجل إلا عرف خطر المشي على الشوك؟
صار من تقاليد وزارة المعارف أن يهدم الخَلَف ما بني السلف، وأنا أكره التقلبات الكثيرة،