إن أقلامنا هي زينة الوطن في أعوام النعماء، وسناده في أيام البأساء، فكيف يحال بيننا وبين مصافحة رمز الوطن في يوم العيد؟
رجال الدين لهم في التشريفات الملكية مكان، وللوزراء والسفراء مكان، ولكبار رجال الأعمال مكان، فأين المكان المحفوظ لأقطاب القلم البليغ؟
أعيذ القارئ أن يتوهم أني أطالب بمغانم رسمية، تغض من سمو المنزلة الأدبية، فما نحن طلاب ظواهر، وإنما نحن طلاب معاني، والقصر هو الرمز المعنوي لروحانية هذه البلاد، ونريد بصراحة أن يكون لنا في ظلاله مكان، باسم الفكر والبيان.
الأدب للأدب. . .
ولهذا المعنى نطالب بأن يكون له في التشريفات الملكية مكان
قد يقال إن حملة الأقلام في مصر يعدون بالعشرات أو بالمئات، ومن الصعب أن يوضع لهم نظام في التشريفات.
وأجيب بأن من السهل أن يكتفي بالطبقة الأولى، وأفرادها لا يحتاجون إلى تعريف، ثم تكون هذه الطبقة رمزاً للقوة الأدبية في التشريفات، ليعرف رجال القلم أن حظهم غير ضائع في هذه البلاد
كان متوسط ما يصدر عن المؤلفين المصريين اثنا عشر مجلداً في كل يوم، قبل أن ترتفع أثمان الورق، فهل أقيم لجهودنا ميزان في وزارة المعارف أو رياسة مجلس الوزراء؟
واسم مصر يرتفع من يوم إلى يوم في أقطار اللغة العربية بفضل القلم البليغ، فهل جوزي حملة الأقلام على ذلك الجهاد؟
نحن أغنياء بأقلامنا وأرواحنا عن ثناء الأمة المصرية، ولكننا نشتهي أن تكون أمتنا غاية في الوفاء، وهو أشرف الخصال، فهل تسمع أمتنا هذا الصوت؟
شاءت المقادير أن تكون لمصر الزعامة الأدبية في الأقطار العربية والإسلامية، أفلا يكون من العيب أن يحفظ قدر القلم المصري في جميع الديار، إلا الديار المصرية؟
بأعصابنا ودمائنا غنمنا المعركة الأدبية، بعد نضال حشدت فيه قوى كريمة تتمتع بالهواء الذي تنسمه ملك بني أمية، وملك بني العباس.