يعرفون الناموس الإلهي، كما أنهم أصحاب الأمر والنهي والسلطة بين الإخوان، وإليهم يعهد بدفع العناد والخلاف عند ظهور المعاند المخالف لهذا الأمر بالرفق والمداراة في إصلاحه)، وهم الذين يسمون بالإخوان الفضلاء الكرام. والطبقة الرابعة وهي مرتبة من يزيد على الستين سنة وهي أعلى المراتب في نظامهم ومن يصل إليها يكون فوق الطبيعة والشريعة والناموس، ويكون ذا كشف يستطيع به أن يشاهد (أحوال القيامة من البعث والنشر والحساب والميزان)
والآن! كيف يقبل المرشح لعضوية هذه الجماعة؟ تجيبنا الرسائل:(أنه ينبغي لإخواننا أيدهم الله حيث كانوا في البلاد إذا أراد أحدهم أن يتخذ صديقاً مجدداً أو أخاً مستأنقاً أن يعتبر أحواله ويتعرف أخباره ويجرب أخلاقه ويسأله عن مذهبه واعتقاده ليعلم هل يصلح للصداقة وصفاء المودة وحقيقة الأخوة أو لا يصلح. لأن في الناس أقواماً طبائعهم متغايرة خارجة عن الاعتدال، وعاداتهم رديئة مفسدة ومذاهبهم مختلفة حائرة)
وكانوا يتحرون عن الشخص الذي يريد الانضمام إليهم كل التحري، ويحذرون إخوانهم من الاغترار بالظواهر:(واعلم بأن من الناس من يتشكل بشكل الصديق، ويدلس عليك بشبه الموافق، ويظهر لك المحبة وخلافها في صدره. فانظر من تصحب وتعاشر ولا تغتر بظاهر الأمور من غير معرفة بواطنها. . . بل ينبغي أن تنتقده كما تنتقد الدراهم والدنانير والأرضين الطيبة التربة للزرع والغرس وكما ينتقد أبناء الدنيا أمر التزويج وشراء المماليك والأمتعة). . . (لأن إخوان الصدق هم الأعوان على أمور الدنيا والدين جميعاً وهم أعز من الكبريت الأحمر، وإذا وجدت منهم واحداً فتمسك به فإنه قرة العين ونعيم الدنيا وسعادة الآخرة وابذل له نفسك ومالك وافرش له جناحك وأودعه سرك وشاوره في أمرك وإن هفا هفوة فاغفر له)
وكانوا يحثون الإخوان على أن يعاون الغني منهم الفقير والمتعلم الجاهل ويؤثرون أصدقاءهم على أنفسهم وأولادهم وأزواجهم، لأن محبة هؤلاء لمصلحة دنيوية، أما الإخوان الذين انضموا إليهم، فيحبونهم لله.
فإذا ما قبل العضو قرءوا عليه خطبة فيها دعوتهم وغايتهم: (وينبغي لإخواننا إذا حضروا المجلس ومعهم أخ مستجيب يستحب أن يقرءوا عليه هذه الخطبة: اعلموا - أيها الإخوان