ولا كذلك الشجرة، فهي أفنان مختلفات، وفيها ما يروق وما لا يروق، هي شجرة يعتدل فيها غصن وتعوجّ غصون، وتكون عشاً للبلبل كما تكون وكراً للثعبان.
الزهرة أجمل من الشجرة، ولكن الشجرة أقوى من الزهرة وأقدر على مقاومة العواصف والأعاصير، وكذلك يكون الفرق بين الأسلوب العارم والأسلوب الرقيق، كما يكون الفرق بين الطائر الجارح والطائر الغرِّيد.
ولو كان جبران حيّاً لأسمعته ما لا يحب، ولكنه اليوم في ضيافة التاريخ والتطاول عليه لا يليق.
والمهم هو تنبيه شبان اليوم إلى أن أسلوب جبران ليس أفضل الأساليب؛ فهو زهرة لا شجرة، ونحن نريد أن يكون الأسلوب من صور العنف والطغيان.
مسألة فيها نظر
جبران من أدباء العرب، ونقاد العرب قد فضحوا عمر بن أبي ربيعة حين رأوه يصور معشوقاته بصور المتهالكات على شبابه الجميل.
لا عيب في أن يقول الرجل إنه من هوى الملاح، ولكن ما لا يعاب قد يكون في بعض أحواله مما ينافي الذوق، فكيف استجاز جبران أن يجعل حبيبته صاحبة الخطوة الجريئة في التصريح بالحب، وصاحبة الفضل الأول في الإقدام على (التضحية) يوم اجتمعا لآخر مرة في المعبد الذي جمع بين صورة المسيح وصورة عشتروث؟
قد يجيب بأن جان جاك روسو قد استجاز مثل هذا الصنع ولكن غاب عنه أن روسو لم يقترف ذلك (التصريح) إلا وهو في عقل الأطفال.
جبران قال ما قال وهو في أمريكا (وأنا أزر الشرق) كما قال (ميسّيه) وهو يسخر من (هوجو) وقد يباح في تلك البلاد ما لا يباح!
الحق أن جبران أساء إلى الذوق العربي، وجنى على نفسه وعلى محبوبته جناية سيدخل بها الجحيم، ولن ألقاه هناك!
الثورة على رجال الدين
وغرة كتاب (الأجنحة المتكسرة) هي الصفحات الخاصة بالثورة على رجال الدين، وهي