الذي أطلق على المؤمنين من أهل مكة الذين صحبوا الرسول في هجرته إلى المدينة.
وهناك لقب آخر يُكْنَوْن به، وهو مُستمد من القرآن في أصله إلا وهو (الشراة) أي الذين باعوا أنفسهم وأموالهم لقاء الجنة كما جاء في قوله: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقْتُلون ويُقْتَلون وعْداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوْفى بِعَهده من الله فاستبشروا بِبَيْعِكُم به الذي بايَعْتمُ وذلك هو الفوز العظيم)، وأغلب الخوارج من الجند البدو الذين استقروا في الكوفة والبصرة عقب الحروب الفارسية. ولم تستطع الحياة المدنية أن تغّير كثيراً من طبعهم الشموس وخًلقهم الجاف، فلم يروا في قريش من الفضائل ما يجعلها تذهب بالأمانة وحدها، بل أرادوا اختيار رئيس من بين ظهرانيهم تجري في عروقه الدماء التي تجري في عروقهم ويطيعونه - كما جرى سنّة البدو - ما دام قائماً خير قيام بأعباء ما عهد إليه به. ومع ذلك فقد كان الدافع الرئيسي للحركة دافعاً دينياً، ويمكن ردّه - كما أشار فلهوزن إلى القراء الذين ذهبوا إلى تهويل شأن المسألة الخاصة بإلزام علي بالتفكير عن خطيئته الكبرى التي دفعه إلى إتيانها موقفهم المحزن الذي وقفوه حينذاك. وإنهم ليناهضون علياً لنفس السبب الذي دعاهم للوقوف ضد عثمان، ففي كلا الموقفين كانوا يتعلَّلون بالرجوع إلى أمر اله للقيام في وجه الخليفة الجائر. وإنه لمن المهم عند التعرض لذكر مبادئ الخوارج الرئيسية عدم إغفال هذين الرأيين التاليين وهما
ا - جواز الخلافة لكل عربيّ حر
ب - عزل كل خليفة لا يحسن القيام بأعباء سلطته أو قتله إذا حتمت الضرورة ذلك
وقد كتب المستورد بن علّيفة الخارجي قائد المؤمنين إلى سمّاك بن عُبَيْد وكان في المدينة العتيقة رسالة جاء فيها:(أما بعد فقد نقمنا على قومنا الجور في الأحكام وتعطيل الحدود والاستئثار بالقيء، وإنا ندعوك إلى كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وولاية أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما والبراءة من عثمان وعلي لإحداثهما في الدين وتركهما حكم الكتاب) ومن هذا يتضح لنا أن دعوة الخوارج كانت تتلخص في التمسك بما نادى به الإسلام من المساواة والإخاء الذي لم يعد يُعمل به بل تلاشى تماماً. أما من الناحية النظرية فنرى أن جميع المسلمين المتمسكين بدينهم قد اتفقت رغبتهم على إعادته إلى