الاجتهاد، وعنى بالتطبيق العملي عليها، وبأن يعبدها لمن يجيء بعده من الخلفاء والقضاة والأئمة: اجتهد وقاس وحكم، وأفتى بالحاجة وتقدير المصلحة، وساس الأمة بما أراده الله كما هو الشأن في المجتهدين والحكام
١ - اجتهد في الحروب وفي الأمور الدنيوية
٢ - واجتهد في الأحكام الشرعية، فأفتى المرأة التي سألته عن حجها لأبيها بقوله:(أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته أما كان يقبل منك)؟ وأفتى السائل عن قبلة الصائم بقوله:(أرأيت لو تمضمضت بماء ثم مججته أكان يضرك)؟ وأفتى السائل عمن لامس امرأته أيكتب له أجر وهو يقضي شهوته؟ فقال له:(أرأيت لو وضعها في حرام أيكون عليه وزر؟)
٣ - ونزل على اجتهاد غيره فاستثنى (الأذخر) في تحريم شجر مكة حين استثناه العباس. ودعا للمقصرين كما دعا للمحلقين، وأذن في غسل القدور التي طبخت فيها لحوم الحمر الأهلية بعد أن أمر بكسرها، ونزل المنزل الذي أشار عليه أصحابه بأن ينزل فيه
٤ - وكان يجتهد ثم ينزل الوحي باجتهاده، وقد يسكت عنه فلا يعرض له بتصويب ولا تخطئة: عاتبه الله على الإذن للمنافقين، وعلى أخذ الفداء من أسرى بدر، وعلى إعراضه عن الأعمى، فكان ذلك إيذاناً من الله في اجتهاده، ورجع هو عن اجتهاده باجتهاد بمجرد النظر والتجربة فقال (لقد هممت أن أنهى عن الغيلة فنظرت في الروم وفارس فإذا هم يغيلون أولادهم فلا يضر ذلك أولادهم شيئاً وقال: (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدى)
٥ - وكان يحكم في الحوادث الجزئية التي ترفع إليه، ويعتمد في حكمه على البيانات وحجج الخصوم ويقول:(لعل أحدكم ألحن بحجته فإنما أنا بشر)
٦ - وكان يكل الجهاد إلى أمرائه وقضاته دون أن يقيدهم بالرجوع إليه
٧ - وكان يسارع أحياناً إلى الجواب عما يسأل عنه من غير أن يتربص لوحي، وأحياناً ينتظر أمر الله ويقول لم ينزل علي فيه شيء كما في حادثة المرأة التي جادلته في زوجها، وكما في حادثة الرجل الذي قذف زوجته، فقد نزل القرآن بتشريع كفارة الظهار وشهادات اللعان