للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والفهلوية، إلى آخر ما تعرف الأنظمة الجامعية؟!

من الذي يحاسب مدرس اللغة اللاتينية إذا أخطأ؟ ومن الذي يجادل مدرس اللغة الديموتيقية إذا انحرف؟ ومن الذي يراجع مدرس اللغة البابلية إذا حاد؟ ومن الذي يتقدم فيردع من يخلط بين النصوص الحبشية والحميرية؟

عرفت فيمن عرفت رجلاً يعجز عن كتابة صفحة سليمة باللغة العربية، مع أنه من أبوين عربيين، ولم يمنعه ذلك الضعف من أن يكون أستاذ اللغة البابلية في إحدى الجامعات الأمريكية!

وعرفت فيمن عرفت شخصاً يتصدر لتدريس إحدى اللغات الميتة في كلية تحيط بها حديقة بالقرب من نهر له مكانة في التاريخ، وهو لا يجيد لغة قومه الأحياء، فكيف يسهل عليه فهم لغة مات أهلوها منذ أزمان؟

لو أني التفت إلى هذه الناحية لأرحت نفسي من منافسات لا تطاق.

كان من السهل أن أتعلم الأبجدية من إحدى اللغات الميتة، فالأبجدية تكفي للتفوق في اللغات البوائد!!

وهل فُضح فلان لأنه أخطأ عشر مرات في خمسة سطور كتبها باللغة العربية إلى عميد إحدى الكليات بأحد البلاد؟

هو متخصص في اللغة الأكادية، أو اللغة القنقلية، فكيف يطالب بإجادة اللغة العربية؟

وهل يستطيع أحدٌ أن يطالب الدولة بمحاسبة هؤلاء وهو يعرف أن الدولة تريد أن تسامي الأمم الأوربية والأمريكية في الحذلقة الجامعية؟

الدولة على حق والشاهد الآتي يؤكد ذلك الحق:

قال فلان: القنقلون كلمة آرامية، وهي الكنكلون في السريانية، والفنكلون في البابلية، والكنفلون في الآشورية، ومعناها القنقلون، والوصف منها متقنقل ومتكنكل، ومتفنكل، ومتكنفل، على خلاف في صياغة الأوصاف

ومن أجل هذا العلم الغزير تنفق الدولة ما تنفق لإحياء لغات ماتت في بلادها الأصيلة بسبب انعدام الحيوية، وعلينا نحن أن ننفض عنها أتربة القبور، لأننا موكلون ببعث الأموات

<<  <  ج:
ص:  >  >>