عند ذلك وضح لي معنى البيتين الأوليين وضوحاً لا يحتاج إلى تبيان، وتذكرت ما دار في مجلتنا المحبوبة (الرسالة) حول هذين البيتين في الأعداد ٣٧٥، ٣٧٨، ٣٨٢ بحالة تغاير ما هو مذكور هنا، اضطرت الأستاذ سعيد جمعة إلى تأويل معناهما. ولو أنه شرحهما بحالتهما الراهنة لما احتاج إلى تأويل وعناء وشرح حال.
هذا ما عن لي أن أذكره وفاء لمجلتنا الرشيدة المحبوبة.
(شطانوف)
محمد منصور خضر
نسبة شعر
في أثناء مطالعاتي ما يختص بالأدب العباسي رأيت الكامل للمبرد (ج٢ ص٢٥٤) يورد هذه القصة: (دخل شبل بن عبد الله مولى بن هاشم على عبد الله بن علي وقد أجلس ثمانين رجلاً من بني أمية على سُمُطِ الطعام فمثل بين يديه فقال:
أصبح الملك ثابت الآساس ... بالبهاليل من بني العباس
طلبوا وتر هاشم فشفوها ... بعد ميْل من الزمان وياس
لا تقيلن عبد شمس عثاراً ... واقطعن كل رَقْلَةِ وعراس
خوفها أظهر التودد منها ... وبها منكم كحز المواسي
إلى أن قال:
نعم شبل الهراش مولاك شبل ... لو نجا من حبائل الإفلاس
فأمر بهم عبد الله فشدخوا بالعمد، وبسطت عليهم البسط، وجلس عليها ودعا بالطعام وإنه ليسمع أنين بعضهم حتى ماتوا جميعاً. وقال لشبل لولا أنك خلطت كلامك بالمسألة لأغنمتك جميع أموالهم). وقد عجبت كثيراً بعد أن فرغت من تلاوة هذه القصة؛ إذ أنني أحفظ من قديم هذا الشعر منسوباً إلى رجل آخر غير شبل يخاطب به رجلاً آخر غير (عبد الله). . . فرجعت بالذاكرة حتى اهتديت إلى الكتاب الذي أخذت عنه، وهو (الأغاني) فصاحبة أبو الفرج الذي ينتسب إلى بني أمية يعنون فصلاً في (ج٤ ص٩٢ - ٩٦) بقوله (ذكر من قتل أبو العباس السفاح من بني أمية) ويدير أبو الفرج فصله هذا على قصة سديف بن ميمون