إلى الرجل والترامي عليه في رقة ودلال لا ينافي الأدب والحياء
كذلك قال آدم في رواية شيث. وعلى فرض أن الرواية صحيحة فآدم مخطئ - وأنا أريد آدم الرجل لا آدم الرسول - وإنما أخطأ لأنه تصور أن التلطف يجب أن يصدر أولاً عن المرأة والتلطف، هنا معناه الفتك وهو من جانب المرأة دلال، ومن جانب الرجل صيال
إذا كانت حواء أجرمت في ترك آدم عاماً أو عامين فآدم أجرم أيضاً بسكوته عن شكل تلك الظبية النفور بشكل من الحب العارم والوجد العصوف
وهنا تظهر مفاجأة من أغرب المفاجئآت، فشيث ينقل عن تأملات آدم خطوات تبدد ما وجهنا إليه من اعتراض
وسأنقل تلك الخطوات بعبارة سهلة تقربها من أذهان القراء بعض التقريب (لأنها في لغة شيث لا تخلو من غموض والتواء) ثم أنقدها برفق رعاية لمكان ذلك الجد الجليل
كان جلوس آدم على شط الكوثر من وقت إلى وقت يوحي إليه أفكاراً في غاية من الطرافة النسبية، لأنه أول إنسان شهد الوجود، على أرجح الفروض
كان يعرف أن الجنة في غاية من العرض والطول، بحيث تتسع لسكان الأرض والسموات فكيف جاز أن لا يكون فيها غير نهر واحد؟
كذلك قال آدم في رواية شيث، وهو قول خاطئ، فوحدة النهر في الجنة لها مغزًى جميل، لأنها ترد أهل الجنة إلى مزاجٍ متقارب في فهم الأشياء. وهل يختلف سكان الأرض إلا باختلاف الطعوم فيما يأكلون وما يشربون؟ لو اتحد مذاق الطعام والشراب بين جميع سكان الأرض لقل بينهم الخلاف. ألم تروا كيف تختلف الطبائع بين الحيوانات اللحمية والحيوانات النباتية؟
إن القط في صورة الأسد، ولكنه ليس في صولة الأسد، لأن معدته لا تأخذ من اللحم إلا عشر معشار ما تأخذه معدة الأسد؛ وهو يروع الكلب الضخم بأقل إشارة، لأن الكلب لغفلته قد يكتفي بالأطعمة المكونة من عناصر نباتية!
وما أقول بأن اللحم أفضل من النبات في جميع الأحوال، وإنما أقرر أن اختلاف الأغذية هو السبب في اختلاف الطبائع. وكذلك أقول في اختلاف الفصول، وهل كان اطراد الجو في الجنة على نسق واحد إلا بشيراً بما سيكون بين أهل الجنة من وفاق وصفاء؟