قلت نعم. . . وإن أناسا جادين في القول والبحث ليزعمون أن الفلسفة اليونانية مدينة للسمك بالشيء الكثير، وإن حكماء الإغريق نبغوا على الشواطئ وبين أبناء الجزر، لأنهم كانوا يستكثرون من أكل السمك وفيه (الفسفور) كما تعلم، وفي الفسفور غذاء للمخ والأعصاب، وغذاء للعقل والإدراك من هذا الطريق.
ومن فكاهات العصر الحديث ما يؤيد أولئك الباحثين الجادين فيما زعموه. . . أو لم تسمع بحوار الإنجليزي والاسكتلندي على السمك ومناصب الدولة؟
قال: لا
قلت: فاعلم أن إنجليزياً سأل رجلاً من أذكياء اسكتلندة متعجباً: ما بالكم يا هؤلاء وليست في بلادكم العاصمة ولا مراكز الدولة، تشغلون أكبر مناصبها، وتستأثرون فيها أحيانا بالوزارة والقيادة والقضاء؟
فارتد إليه الاسكتلندي مجيباً: أو لا تدري؟ إنه الدماغ، وإنه السمك. . .!
قال الإنجليزي: وما العلاقة بين الدماغ والسمك وأبناء اسكتلندة؟
فقال الاسكتلندي: إن السمك فيه الفسفور وإن المخ لا يعمل بغيره، وإنه كثير في سمك بلادنا. . .!
قال الإنجليزي: أئذا أكلت من سمك بلادكم رشحت نفسي بعد حين لمنصب من تلك المناصب الرفيعة؟
قال: بلا جدال
ونقده الإنجليزي جنيهاً وأرسل إليه الاسكتلندي سمكة وعاد بعد أيام يسأله: كيف أنت واقترابك من المناصب الرفيعة!
فهز الإنجليزي كتفيه وأجابه: كما أنا!
قال: إذن كرر التجربة
وكرر التجربة، وأعطاه الجنيه، وأكل السمكة، وعاد إليه بالسؤال مرتين وعاد إليه بالجواب عينه، فلما قال له: كرر التجربة إذا بالإنجليزي يقاطعه هذه المرة صائحا:
- أولاً يباع بالجنيه عندكم أكثر من سمكة واحدة؟!
فابتسم الاسكتلندي وربت على كتفيه وهو يقول: هذا معقول السمك قد آذن أن يظهر يا