الأربعة بزيادة الواحد على الثلاثة. ثم أنشأ سائر الخلائق من الهيولي ورتبها بتوسط العقل والنفس؛ كما أنشأ سائر العدد من الأربعة بإضافة ما قبلها إليها) ومن ذلك قولهم:(إن منفعة الشكل المتسع تسهيل الولادة إذا كتب على خزفين لم يصبهما الماء وعلقتهما المرأة التي ضربها الطلق)
ويقولون في نشأة علم الفلك:(إن هرمس المثلث الحكمة وهو إدريس النبي عليه السلام صعد إلى فلك زحل ودار معه ثلاثين سنة حتى شاهد جميع أحوال الفلك؛ ثم نزل إلى الأرض فخبر الناس بعلم النجوم، قال تعالى (ورفعناه مكاناً علياً). ويعتقدون بتأثير الكواكب في السعد والنحس (الكواكب السبعة السيارة اثنان منها نيران، واثنان منها سعدان، واثنان نحسان، وواحد ممتزج. أما النيران فالشمس والقمر، والسعدان المشتري والزهرة، والنحسان زحل والمريخ، وأما الممتزج فعطارد)
وأكثر من ذلك خرفة قولهم:(اعلم يا أخي أن كواكب الفلك هم ملائكة الله وملوك السموات، خلقهم الله تعالى لعمارة عالمه وتدبير خلائقه وسياسة بريته، وهم خلفاء الله في أفلاكه، كما أن ملوك الأرض هم خلفاء الله في أرضه) ويعتقدون أن لحركات الأفلاك والكواكب نغمات وألحاناً طيبة لذيذة مفرحة لنفوس أهلها الذين هم الملائكة؛ فإن قال قائل:(لابد إذا أن يكون لهم شم وذوق ولمس) قلنا: (إن هذه حاجة التسبيح، الآكل للطعام والشارب للشراب؛ أما هم فغذاؤهم التسبيح، وشرابهم التهليل، وفاكهتهم الفكر والروية واللذة والفرح. . . ويقال إن فيثاغور الحكيم سمع بصفاء جوهره وذكاء قلبه نغمات الأفلاك والكواكب، فاستخرج بجودة فطرته أصل الموسيقى ونغمات الأفلاك، وهو أول من تكلم في هذا العلم). ولولا خليفة الإطالة لذكرت كثيرا من هذه الآراء الخرافية، وحسبك أن تقرأ رسالة السحر والطلاسم والتعاويذ، وكيف يحاولون معرفة الجنين وقدوم الرسول ومعرفة الكتاب قبل فضه واللص وماذا سرق ومعرفة الحروب وأسبابها. . . الخ
مراتب الوجود:
(اعلم يا أخي أن الله تعالى لما كان تام الوجود كامل الفضائل ملماً بالكائنات قبل كونها، قادراً على إيجادها متى شاء لم يكن من الحكمة أن يحدث تلك الفضائل في ذاته، فلا يجود بها ولا يفيضها؛ فإذا بواجب الحكمة أفاض الجود والفضائل منه كما يفيض من عين