الحسين هنا؟) فأجاب:(نعم. إنه هنا) ففارقني الحزن وفرحت وثبت جناني وقلت حينئذ: (يا رسول الله سأقص عليك ما أكده شيخي وأستاذي الأمير في درسه). وأعدت عليه قول الشيخ. فأطرق (ص) ثم رفع رأسه وقال: (إن النقلة معذورون). واستيقظت فرحاً سعيداً ولما ينقض الليل بعد. فعيل صبري بطوله وجعلت أترقب طلوع النهار لأذهب إلى الشيخ فأقص عليه الرؤيا. فلما طلع الفجر أقمت صلاتي وخرجت إلى منزل الشيخ وأخذت أطرق الباب بشدة. فأسرع البواب فزعاً يسأل من الطارق؛ فلما عرفني فتح الباب، ولو كنت غيري لضربني. ودخلت الفناء وأخذت أصيح:(سيدي! يا سيدي!) فاستيقظ الشيخ صائحاً: (من هذا)؟ فأجبته:(أنا تلميذك محمد البهائي) فتعجب الشيخ لحضوري في هذا الوقت وقال: (يا الله! ما هذا؟ ما الخبر)؟ فقد ظن أن حادثاً عظيماً نزل بالناس. ثم قال:(انتظر حتى أقيم الصلاة). فظللت واقفاً حتى نزل الشيخ إلى الغرفة السفلي ودعاني إلى الصعود. فصعدت دون أن أحييه أو أقبل يده تحت تأثير الرؤيا، وإنما قلت:(إن رأس الحسين في مشهده بمصر، لا شك في ذلك). قال الشيخ:(وما دليلك على ذلك؟ وإذا كان مستندك صحيحاً فأرنيه). فلقت:(ليس هذا في كتاب). فقال الشيخ:(هل رأيت رؤيا)؟ فرويت له الرؤيا وعرفته أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرني أن الواقف بالباب هو علي بن أبي طالب، والواقف على يمين العرش أبو بكر وعلى يساره عمر بن الخطاب؛ وأنهم حضروا لزيارة رأس الإمام الحسين). فوقف الشيخ وأخذ بيدي وقال:(هيا بنا نزور المشهد الحسيني). فلما دخل القبة قال:(السلام عليك يا أبن بنت رسول الله. آمنت أن رأسك الشريف هنا بعد الرؤيا التي رآها هذا الرجل، لأن رؤية الرسول في المنام حقيقية؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: من رآني في المنام فقد رآني حقاً، فإن الشيطان لا يتمثل بي). وحينئذ قال الشيخ:(لقد آمنت أنت وآمنت أنا ولا يمكن أن تكون هذه الأنوار خادعة)
وقد أثار حديث الرسول صلى الله عليه وسلم السابق مناقشات أخرى بت فيها بالطريقة نفسها، أي بالرؤيا. ولا يجرؤ أحد على مجادلة صاحب الرؤيا إذا كان ذائع الصيت في العلم والورع
يفيد ما أشرت إليه في بدء هذا الفصل أن بالقاهرة عدة علماء في وقتنا الحاضر، وأن بغيرها من المدن المصرية بعض العلماء الآخرين. ويعتبر الشيخ حسن العطار وهو شيخ