للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الملكية تحت رقم ١٥١٠. فينبغي للمنصف أن يقف أمام بعض تراجم السخاوي موقفاً محايداً مروياً

ونحن بعد هذا نشرح ما يحتاج إلى الشرح والتبيان من ترجمة علم الدين السخاوي لأبي بكر البدري، ونشفع ذلك بنقده ونصل القول إلى ما وعدنا به من ترجمة حياة هذا الأديب ترجمة ضافية وترجمة أدباء عصره وأقرانه وشيوخه وأصحابه، ونكشف النقاب عن الأدب المصري في القرن التاسع بل في عصر المماليك عامة بإذن الله

١ - أما بنو الشحنة الذين انتمى إليهم البدري فهم من أسرة شامية من مدينة حلب كريمة الأصل والحسب، عريقة في العلم والأدب. وقد تقلدوا كثيراً من الوظائف العلمية والدينية بالشام ومصر من قضاء وإفتاء وخطابة وتدريب. وكان لبعضهم أثر في الحركات السياسية في ذلك العصر؛ وجدهم الأعلى (محمود) من أصل تركي وهو الملقب بالشحنة لأنه كان شحنة مدينة حلب (وشحنة البلد من فيه الكفاية لضبطها من جهة السلطان)، فهي وظيفة كأنها وظيفة (الحكمدار) الآن.

ومن أقدم من عرفت من بني الشحنة:

١ - كمال الدين محمد بن محمد بن محمود (الشحنة) بن غازي ابن أيوب، كان من فضلاء زمانه متقناً لعلوم الدين واللسان، واشتغل بالتدريس والقضاء ونشر العلم وإفادته. وتوفى بمدينة حلب في شهر ربيع الأول سنة ٧٧٦.

٢ - وابنه أبو الوليد محب الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمود ولد سنة ٧٤٩ بحلب ونشأ بها في كنف أبيه وارتحل إلى دمشق والقاهرة للأخذ عن علمائها. وارتحل مرة أخرى إلى مصر سنة ٧٧٧ بعد وفاة والده فظهرت بها فضائله فولاه سلطانها قضاء بلده حلب سنة ٧٧٨ فلبث بها حيناً يتقلب بين الولاية والعزل حتى فصله السلطان برقوق سنة ٧٩٣ فعاد إلى القاهرة وأقام بها نحو ثلاث سنين، ثم توجه إلى بلده وشغل نفسه بالتأليف وإفادة العلم، ثم ولى قضاءها سنة ٨٠٩، وبعد حوادث عاد إلى القاهرة معزولاً عن عمله فولى بها عدة وظائف في التدريس، ثم عاد إلى وطنه حلب فتوفى بها في شهر ربيع الآخر سنة ٨١٥ وكان نابغة في علوم اللغة والدين والأدب والتاريخ، وله مؤلفات مفيدة ذكر منها في كشف الظنون كتاب (أوضح الدلائل والأبحاث فيما تحل به المطلقة بالثلاث) و (روض المناظر

<<  <  ج:
ص:  >  >>