أرى من واجبي الآن - وقد فرغتم من نشر اللائحة القيمة التي أعدها الأديب (كوركيس عواد) وضمنها ما استطاع الوصول إليه من المؤلفات العربية التي نشرت سنة ١٩٤٠، البالغ عددها ٣٩ كتابا ً - أن أشكر للأديب الفاضل هذه العناية الفائقة، ولمجلتكم الغراء نهجها القويم وحرصها على التراث العربي المجيد
إني أرى أن النهضة الثقافية الأدبية، القائمة في هذا الوطن العربي تستند إلى عوامل منها بعث هذا التراث، واقتباس الملائم النافع من أدب الغرب وثقافته، ثم توليد شيء جديد. ولكن ما هدف هذا البعث وما فائدته، إذا لم تصل الكتب إلى أيدي القارئين؟ وأنى لها أن تصل وهم يجهلون أنها أصبحت ميسورة؟ أما الكتب المدرسية والمترجمة من قصص وغيره، فينتشر خبرها حالما تطبع وأحياناً قبل ذلك، وخاصة إذا تولت طبعها دار للنشر تتبع أساليب الإعلان الحديثة، أو كان مؤلفوها من مهرة التجار
ولذلك كان لا بد أن تتولى إحدى المؤسسات الثقافية في العالم العربي إعداد ثبت سنوي بكافة ما تخرجه المطبعة العربية في سائر الأقطار. ومما يسهل هذه المهمة أن كل من ينشر كتاباً في أي قطر مكلف بتقديم نسخة واحدة منه أو أكثر إلى المرجع الرسمي المختص بذلك. وأظن أن دار الكتب المصرية هي هذا المرجع في القطر المصري، وأعرف أن دائرة المعارف تمارس هذا الحق في فلسطين
ولما كانت مصر تنتج من الكتب أكثر من غيرها بكثير، فإن دار الكتب المصرية، تسدي إلى نهضتنا المباركة جميلاً تحمد عليه، إذا هي اتصلت بالمؤسسات التي تمارس هذا الحق في سائر الأقطار العربية وغيرها (فيما يتصل بالمطبوعات العربية)، فحصلت على لوائح الكتب التي تصلها، ثم جمعتها وصنفتها ونشرتها وسدت هذه الثلمة في الأساس، وأنارت السبيل للقارئين.