لا يعتمد فيه على رواية ولا دراية)! ومثله قوله (١٣: ١٥٤ س):
(ويزعم ابن خرداذبة، أن الصنعة فيه (في بيتين من الشعر أوردهما الأصفهاني) ليزيد وليس كما ذكر، وإنما أراد أن يوالي بين الخلفاء في الصنعة، فذكره على غير تحصيل، والصحيح، أنه لمعبد. . .)
وشبيه به ما رواه في (١٠: ١١٥ س):
(وذكر ابن خرداذبة، وهو ممن لا يحصل قوله ولا يعتمد عليه، أنه (أي عَلَّوية المغنى) من أهل يثرب، مولى بني أمية)
أو ما قاله في (٨: ١٥٦ س، أو ٩: ٢٧٦ د):
(وممن دونت صنعته من خلفاء بين العباس، الواثق بالله، ولم نعلمه حُكى ذلك عن أحد منهم قبله، إلا ما قدمناه سوء العهدة فيه عن ابن خرداذبة، فإنه حكى أن للسفاح والمنصور وسائرهم غناء، وأتى فيها بأشياء غثة، لا يحسن لمحصل ذكرها)!
ومما يتصل بها المعنى، ما حكاه أبو الفرح في (٨: ١٤٤ س أو ٩: ٢٥٠ د):
(قال مؤلف هذا الكتاب: المنسوب إلى الخلفاء من الأغاني والملصق بهم منها، لا أصل لجله ولا حقيقة لأكثره، لاسيما ما حكاه ابن خرداذبة، فإنه بدأ بعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فذكر أنه في هذا البيت:
كأنَّ راكبها غصنٌ بمَرْوَحَة
ثم والى بين جماعة من الخلفاء واحداً بعد واحد، حتى كأن ذلك عنده ميراث من مواريث الخلافة أو ركن من أركان الإمامة لا بد منه ولا معدلَ عنه، يخبط (يعني ابن خرداذبة) خبطَ العشواء ويجمع جمع حاطب الليل. . .!)
أو ما سطره في (١٣: ١١٠ س):
(وذكر ابن خرداذبة، أن المهدي اشتراها (اشترى الجارية بصبص) وهو ولي العهد، سراً من أبيه، بسبعة عشر ألف دينار، فولدت منه عُلَيّة بنت المهدي. وذكرغير ابن خرداذبة، أنه غلط في هذا، وإن الذي صح، أن المهدي اشترى بهذه الجملة جارية غيرها وولدت عُلَيَّة. . .)
فهذه، على ما رأيتَ، آراء صريحة، طعن فيها أبو الفرج بصاحبه، وضعَّف مرويّاته.