للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لتصحيح وزن البيت، على أن الأستاذ عرفة يكاد يتفق معي في أن قصيدة عبيد يجوز أن تكون على وزن أو أوزان هجرتها العرب في أواخر جاهليتها

ومما ألاحظه على كلا الردين أنهما لم يتعرضا لرأيي في الإقواء ونحوه من عيوب القافية، والأمر عندي لا يقف في هذه الآثار عند الحد الذي ذكرت، بل يتعداه إلى ما حذفه الخليل عند تدوين العروض من الأوزان الشاذة، فلا شك عندي في أن هذه الأوزان كانت تمثل كثيراً من أولية الشعر، وأنها لو وصلت إلينا لعلمنا منها ما له قيمة كبيرة عن حال هذه الأولية المجهولة

عبد المتعال الصعيدي

النهضة الأدبية في السودان

من ابرز الأشياء التي تبدو للناظر في نهضة السودان الحديثة وتتمثل أمام رواده وزواره هو شيوع الروح الأدبي وازدياد النشاط الفكري، ففي كثير من مدنه وعواصمه عدد من الجمعيات الأدبية يعنى عناية خاصة بدراسة الأدب العربي ومسايرة النهضة الفكرية في العالم العربي المتوثب، وتتبع حركته الأدبية، واستعراض الآراء القديمة والحديثة فيها، ثم بحثها واستخلاص نتائجها. لذلك لم يمضي موسم من مواسم الأعياد الدينية إلا وتقام أسواق الأدب في رحاب الأندية التي لم تخل إحداها من جمعية أدبية حتى الأندية الرياضية بجانب كل منها جمعية آداب. وفي (أم درمان) العاصمة الوطنية وكبرى مدن السودان يتجلى النشاط الأدبي في أروع معانيه وأسمى روحه. و (نادي الخريجين) وهو أكبر أنديتها مسرح لملتقى الأقلام ومعرض لدراسات الآداب العربية، وبه يقام المهرجان الأدبي السنوي العام تستعرض فيه صور من الإنتاج الأدبي في خلال العام، ويستخلص منه ما وصلت إليه العقلية السودانية من بحوث. وقد اشترك فيه بعض كبار الأدباء المصريين في دورته الأخيرة منهم من اشترك بنفسه ومنهم من اشترك بقلمه، فادوا بذلك واجب مصر الأدبي نحو السودان، وما ثقافة السودان إلا قبس من الثقافة المصرية، وما أدب السودان إلا صورة من الأدب المصري.

يقتنص نادي الخريجين كل فرصة ليقيم فيها سوقاً أدبية، والأعياد الدينية هي أهم المواسم

<<  <  ج:
ص:  >  >>