للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- انخدعت بنصيحة مخلوق كتب الله عليه اللعنة إلى يوم الدَّين، فكيف يكون حالك لو خدعك مخلوق غير ملعون؟ أن إبليس فضح نفسه حين قَصَر دعوته على العصيان، وكان في ذلك ما يكفي لرفع الغشاوة عن عينيك

- آه، آه، آه، صعقتني أيها الهاتف!

- وسأصعقك مرة ثالثة فأقول: أنك شهدت على نفسك بالغفلة والحمق حين انخدعت لمخلوق مفضوح، فقد أعلن على رؤوس الأشهاد أنه سيزّين لك ولذريتك وأنه سيغويكم أجمعين، فما دفاعك عن نفسك وقد صلصل الناقوس بأن إبليس غريمك وأنه سيصرعك حين يستطيع؟ ما دفاعك وقد وضعت قدميك فوق أشواك سمعتْ أخبارها أذناك، ورأتها عيناك؟

- وترى أيها الهاتف أن اسكت فلا اطلب محاكمة إبليس على التحريض؟

- ذلك ما أراه، فأنا أخشى أن يظهر لسكان الفردوس أن إبليس أشرف منك

- اشرف مني؟ وكيف؟

- لأنه خادعٌ وأنت مخدوع، فان لم يكن اشر منك فهو أقوى منك، والقوة من علائم التشريف

- وألقي الله وحدي وجهاً لوجه في هذا المقام الرهيب؟

- كما لقيته وحدك وجهاً لوجه حين عصيته

- أكان الله يراني عند العصيان؟

- ألم تكن تعرف انه يراك؟ أن أوزارك بالجهل أوزارٌ ثقال!

- يظهر أنى سأخسر القضية في ساحة العدل

- لا خسران في ساحة العدل، فستفوز بأعظم ربح وهو التأديب

- أترك الحية واترك إبليس، واكتفي بحضور حواء

- لتحاسَب؟

- لتشهد محاسبتي، فقد يرى كرم الله أن يعفيني من الذل فما تكرم امرأة زوجها إلا إذا كان من الأعزّاء، وما أحسب الله يريد أن أهان.

يوم الحساب

<<  <  ج:
ص:  >  >>