فيا لَكِ من طفلة فذّة ... ورحماك سيّدة العالَم!
وقالت بليتيس: يحاول بالشعر إغراءنا:
هو الموقف الضنك ما يتّقيه ... كما يتَّقي باشق صائده
فجاءت بأبلغ ما يخطر للموافق ويناسب المقام.
أما الشعور فأثماره ما خامر الملحمة من الوجدانيات؛ وهي عنصر أساسي في كنه الشعر كالخيال: لأن الحب والبغض، واللذة والألم، أمور توجد في صميم الشهوات والأهواء والخوالج الإنسانية جميعاً، أيّا كان باعثها وكان الاسم الذي تسمى به؛ والأصل أن خاصَّة التلذذ والتألم والحب والبغض، وطلبِ كل جميل ونفع وخير، وتجنّبِ كل قبيح وضر وشر، هي خاصة في البشر أجمعين. ولذا فإن كل حسَّة تعرو نفس إنسان ويصفها وصفاً صادقاً تجدلها صدى في القلوب. وشاعرنا الملهم صادق الوصف في ملحمته. وحسبنا شاهداً وقع هذه الأبيات من وصفه حواء:
وكم ذكريات لها عذبة ... أعيش عليها وأحيا بها
. . . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . . .
يسائلني القلب عن أمرها ... وأسأله أنا عن سرها
ويعطفني في الهوى ضعفها ... وأنسى بأني في أسرها
. . . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . . .
أحاول أفهمها مرة ... فأعيا بها وبتفكيرها
ومن وصفه استنكار بليتيس في غضبتها على الفنان:
تأثَّم بالفن حتى غوى ... وما الفن بالمرأة الخاطئة
. . . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . . .
ألم ينسم الخلد من عطرها ... ألم يعبد الحسن في زهرها؟
ومن وصفه هوى الانتقام في بليتيس إذ تقول:
أدلِّه هذا الفتى ... . . . . . . . . . . . .
وأغرس في قلبه زهرة ... من الشر راوية نامية
. . . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . . .