المتوفى سنة ٥٥٦هـ ١١٦٠م فهي:
ومهفهف ثمل القوام سَرَت إلى ... أعطافه النشوات من عينيه
ماضي اللحاظ كأنما سلت يدي ... سيفي غداة الروع من جفنيه
قد قلت إذ خطّ العذار بمسكةٍ ... في خدّه ألفيه لا لاميه
ما الشعر دبّ بعارضيه وإنما ... أصداغه نفضت على خديه
الناس طوع يدي وأمري نافذ ... فيهم وقلبي الآن طوع يديه
فاعجب لسلطان يعمّ بعدله ... ويجور سلطان الغرام عليه
والله لولا اسم الفرار وإنه ... مستقبح لفررتُ منه إليه
وسواءً أكانت القصيدة للسلطان سليم كما ظن قبلاً أو للسلطان أحمد كما ترجح معنا الآن، فإن معانيها مقتبسة من قصيدة الملك الصالح، بل إن الرابع والخامس والسادس من أبيات هذه القصيدة قد نقلت بالحرف تقريباً، فلا وجه لاعتبار ذلك من قبيل توارد الخاطر ووقع الحافر على الحافر.
وبإضافة تلك الأبيات الثلاثة مع البيت القائل:
يا طيب ليلتنا ونحن بمجلس ... نهض الحبيب لنا على قدميه
إلى القصيدة الأصلية أصبحت أحد عشر بيتاً.
بقي علينا معرفة الذي خمس القصيدة وزاد فيها تلك الأبيات. وجواب هذا السؤال وارد في المخطوط من أنها للسلطان أحمد فيكون هو نفسه قد خمّسها بعدما زاد عليها تلك الأبيات وبينها أبيات الملك الصالح الثلاثة
أما القول بأن السلطان سليماً لم يؤثر عنه نظم الشعر بالعربية ففيه نظر؛ لأن المؤرخين يذكرون أنه عندما عاج بحماة الشام في طريقه إلى مصر وحل ضيفاً مكرماً في الزاوية القادرية ارتجل بيتين من الشعر في مدح بني الكيلاني من أحفاد عبد القادر وكتبهما في جدارها. ثم إنه عندما سمع خرير مياه نهر العاصي وصرير أخشاب النواعير التي تنتشل ماء النهر كأنها تئن نظم بيتين آخرين البيت الثاني منهما هو:
وإني على نفسي لأجدر بالبكا ... إذا كانت الأخشاب تبكي على العاصي
أما البيتان اللذان خطهما بيده على مقياس الروضة، فهما ليسا له، بل هما من قصيدة لأبي