العلاء المعري هي:
الموت ربع فناء لم يضع قدما ... فيه امرؤ فثناها نحو ما تركا
(والملك لله من يظفر بنيل غنى ... يردده قسراً وتضمن نفسه الدركا)
(لو كان لي أو لغيري قدر أنملة ... فوق التراب لكان الأمر مشتركا)
ولو صفا العقل ألقى الثقل حامله ... عنه ولم تر في الهيجاء معتركا
إن الأديم الذي أَلقاه صاحبه ... يُرضى القبيلة في تقسيمه شُركا
دع القطاة فإن تقدر لفيك تَبِت ... إليه تسري ولم تنصب لها شَركا
وللمنايا سعي الساعون مذ خلقوا ... فلا تبالي أَنصَّ الركب أم أَركا؟
والحتف أيسر والأرواح ناظرة ... طلاقها من حليلٍ طالما فُركا
والشخص مثل نجيب رام عنبرة ... من المنون فلمّا سافها بركا
في حين أن قطب الدين الحنفي المتوفى سنة ٩٩٠هـ - ١٥٨٢م يقول:
ورأيت بيتين بالعربي بخطه (أي خط السلطان سليم) الشريف كتبهما في علو المقياس في الكوشك الذي أمر ببنائه لما افتتح مصر وسكن الروضة قد انمحى لطول الزمان مداده، ومال إلى لون البياض سواده، وكان هذا الكوشك محترماً مقفلاً لا يصل إليه أحد لعظمة بانيه، ولا يتبذل بالدخول إليه لعظمة راعيه، فدخلت إلى مصر في سنة ٩٤٣، وكان يوم كسر النيل السعيد ففتحوا هذا الكوشك لبكلر بكى مصر يومئذ خسرو باشا وكنت مصاحباً لمعلم مولانا عبد الكريم العجمي، فطلع وأطلعني معه في صحبة خسرو باشا المذكور، فرأيت على الرخام الأبيض كتابة خفية لا تكاد تظهر إلا بتأمل هذين البيتين:
الملك لله من يظفر بنيل مني ... يردده قسراً ويضمن من بعده الدركا
لو كان لي أو لغيري قدر أنملة ... فوق التراب لكان الأمر مشتركاً
وكتبه سليم بذلك الخط والقلم. ولعمري إن كان هذان البيتان من نظم المرحوم فهما غاية في البراعة، ونهاية في التمكن من الصناعة، فيدل على تمنكه - رحمه الله - في اللسان العربي أيضاً، لأنهما من أعلى طبقات الشعر العربي البليغ المنسجم؛ وإن كان قد تمثل بهما وهما لغيره، فهذه أيضاً مرتبة علية في حسن التمثيل وحسن الاستحضار وفهم الأشعار العربية وذوقه لها، وهذا القدر يستكثر على علماء الروم (أي العثمانيين)، وعلماء العجم