أصحاب علم بالشعر، لأن الشعر كان في الجاهلية من مستلزمات الكمال؛ وهذا الرأي لا أساس له، لأن الحياة العربية اختلفت مُثُلها في الإسلام عنها في الجاهلية، فأصبح العرب لا ينظرون إلى الشعر كما كانوا ينظرون إليه من قبل، وبعد أن كان الشعر من مستلزمات الكمال، أصبح وقد تحرّج من قوله كثير من الشعراء مثل لبيد
٣ - مهما قيل من أن الشيعة أضفوْا على عليّ أثواباً من الكمال والحكمة وقوة العقل والقدرة على حل المشكلات، فلسنا نستطيع أن ننفى عن عليّ صفات الرجل العاقل، إذ يكفيه ليكون كذلك أن يربَّى في حجر محمد ويشبّ في كنف الإسلام. فمحاولة لامانس تجريده من العقل الحصيف محاولة غير ناجحة، فضلاً عن أن النصوص التي يستند إليها في محاولته هذه مما لم تثبت صحته
بعد هذا التفنيد لكلام لامانس، نعرِّج على ردِّه على المستشرق الإيطالي، فنأتي بخلاصته ثم نقول رأينا فيه
يقول لامانس إن العبارة التي وردت في الأغاني وهي (ليس هناك؛ أو ليس عنده ذلك) مكونة من جزأين، فالجزء الأخير منها هو الأدلُّ على المعنى والأعمق في الأثر، وليس الجزء الأول منها إلا مؤكداً له ومقوِّياً. وهذا الجزء الأول أوجز وأكثر إمعاناً في البداوة من الجزء الثاني
وبعد ذلك يورد لامانس العبارة التي وردت في أسد الغابة وهي (إن علياً ليس عنده ما يراد من ذلك)، ويبين كيف أنها تؤكد ما فهمه هو من عبارة الأغاني
ثم يأخذ في محاولة تحديد معنى عبارة (ليس هناك) المرادفة لعبارة (ليس عنده ذلك)؛ وذلك بالرجوع إلى استعمالاتها الواردة فيما يرويه صاحب الأغاني. وقد استخلص من هذه الاستعمالات أن عبارة (ليس هناك) تشير حين يكون المدار حول الشعر إلى عجز من تقال فيه عن قول الشعر ونظمه
وأخيراً ينهي لامانس رده بأن يقول إن أي مستشرق لا يمكنه قبول الأشعار المنسوبة إلى علي، وإن الأقدمين أنفسهم أحسوا بانتحال هذه الأشعار أو خامرهم الشك فيها، ومنهم أبن هشام ويونس بن حبيب
هذه خلاصة رد لامانس، ونحن نرد على هذا الرد فيما يلي: