وحين كان السلطان لأهل الغرب كانت مصر أول أمة تحارب طغيان الغرب
وهل ينسى التاريخ أن عزَّة مصر هي التي جعلت واليها عَمْراً أول والٍ يخالف عن أمرِ الخليفة العادل عمر بن الخطاب؟
وهل ينسى التاريخ أن السلطنة العثمانية في أيام عزها المأثور عجزت عن تتريك الأمة المصرية؟
وهل ينسى التاريخ أن الإنجليز الذين سيطروا على كثير من ممالك الأرض عجزوا عن مقاومة العزة المصرية؟
نحن برعاية الله وكرامة مصر أعزَّاء وأعزاء وأعزاء.
النور أسرع من الضجيج
على حين غفلة أضاءت آفاقُ مصر الجديدة، وأضاءت ثم أضاءت ثم أضاءت؛ فقلت لصاحبي: في هذه اللحظة أُطلقت ثلاثة مدافع؛ فقال: ومن أين عرفت؟ فقلت: من هذه الومضات؛ فقال: ولكني لم أسمع ضجيج المدافع؛ فقلت: ستسمع بعد لُحَيْظات، وستؤمن بأن النور يسبق الضجيج
فيا ناشدي الشهرة باسم الأدب والحياة بلا قلب وبلا روح وبلا نور، فلن يكون له من مجد الأدب وشرف الحياة نصيب ولا خَلاَق
النور أسرع من الضجيج، لأنه أرقّ وألطف، وأقوى وأغلب، فاستعينوا بحرارة أرواحكم، قبل أن تستعينوا بجهارة أصواتكم، واعلموا أن النور وليد النار، وأن جوهر القبَس المتألق فيه أصالة حيوية لا يدرك مَداها غير أرباب القلوب
ومن أجل هذا كان الاضطهاد أعجز من أن يخمد حيوية الأديب، لأن الأدب نور، ولأن الاضطهاد ضجيج، والنور أقوى وأسرع من الضجيج
ثم ماذا؟
إن وضعت أصابعك في أذنيك، فقد حَجَبْتَ عن سمعك ما تحبّ وما لا تحبّ من الأصوات، وإن أغمضتَ عينيك، ثم عصبتهما بمنديل سَميك، فستحسّ النورَ عيناك، برغم ذلك الحجاب، أو برغم ذينك الحجابين، لأن النور أقوى وأسرع من الضجيج