للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ستضيء قُبوركم إن اعتصمتم منا بظلمات القبور، لأن من واجب النور أن يمزّق الظلمات. . . وسوف تعلمون!

أسرار وسرائر

في الحوار الذي دار بين الأستاذ محمود البشيشي وابنه النجيب حسين، مرّت إشارةٌ لطيفة إلى كاتب يجمجم ولا يفصح، وهو (كاتب من الكتَّاب) كان (حسين) - حرسه الله - كتب إليه يدعوه إلى ترك الإيماء والتلميح فيما يتناول من المعاني والأغراض

وأتولى الإجابة عن ذلك الكاتب فأقول:

لقد نشأ - يا بُنيَّ - في عصر من عصور الانقلاب، وفي مثل هذا العصر تكثرُ الأكاذيب والأراجيف، ويقلّ الفهم لدقائق المعاني، فهل يلام الكاتب إذا فرَّ من التصريح إلى التلميح؟

قد تقول: إن التلميح أخطر من التصريح، لأنه يفتح أمام المغرضين أبواب التفسير الخاطئ والتأويل المريب

وأقول: إني أحب أن يظلمني قومي عن شبهة لا عن يقين، فأنا أساور أهدافي بأسلوب يُعفي ظالميَّ من ربقة الظلم المبين؛ وإلا فمن يتوهم أن أغراضي تخفي على قرائي وهم من أُولى الألباب؟

بين مصر والعراق

في هذا الأسبوع أنِستُ بلقاء جمهور من الأساتذة المنتدبين للتدريس في العراق، وهم جميعاً ألسنةٌ تلهج بالثناء على الأريحية العراقية والذكاء العراقي. ومن كلام الدكتور راجح والدكتور غالي والأستاذ قنديل عرفت أن دار المعلمين العالية بلغتْ من التفوق مبلغاً يشرح صدور المؤمنين بعظمة العقلية العربية في العراق، وطن الأهل والأحباب.

ولكني تأذيت خين عرفت أن بعض المدرسين لا يريدون أن يعودوا لخدمة العلم في الوطن الشقيق، بحجة الخوف من تقلب الظروف، أو بحجة الشوق إلى الاستقرار في وطنهم الأول، وما درَوْا أن الاستقرار ضربٌ من ضروب الموت!

لو قلتُ الصدق كل الصدق لصرّحتُ بأن من يريدون قطع صلتهم العلمية بالعراق ليسوا إلا شباناً تعوزهم القدرة على فهم السرائر من الروحانية العراقية، فهم يعيشون هنالك عيش

<<  <  ج:
ص:  >  >>