وإذا كان رقم الديشيليون صورة وهمية فهو في أفعال الله صورة تقريبية، لأنه قد يعرّض الفرد الواحد من عباده لآراء وأهواء تفوق الدشالين
- وتريدين أيتها الشجيرة أن تكون أن تكوني كذلك؟
- خلِّصني أولاً من سجن القانون
- أي قانون
- قانون الزهرية!
- يظهر أننا لن ننتهي من هذا الحوار السخيف!
- أمِن السخف أن أطالب بحقي في الحرية؟
- أية حرية؟
- حرية الجذور في اعتصار أمواه الأرض
- وفي تلك الأمواه ما هو خبيث
- الحياة لا تعرف الفروق التي يعرفها الآدميون في تقسيم الأشياء
- ماذا تقولين؟
- أقول إن الحياة مزاجٌ من الحُلو والمُر، والطيِّب والخبيث، وهي نفسها لا تلتفت إلى هذه التقاسيم، ولعلها تجهل الفرق بين الريح الصَّرصر والنسيم العليل
- وإذن؟
- وإذن لا يكون الخير كل الخير لشجيرةٍ مثلي أن تكتفي بشرب الماء المقَّطر، وأن تعيش في تربة ضيقة الحدود، وإن كانت غاية في النقاء، ولا ينفعني بشيء أن تتلطف فتحييني في غدوك ورواحك مرة بالعربية ومرة بالفرنسية، كأنني إحدى بنات الجيران!
- ألم يثمر فيك الجميل، يا شقية!
- أيَّ جميل؟ خلَّصني من سجن الزهرية لأمتصَّ ما في الأرض من عذوبة ومُلوحة، ولأصاول ما فيها من أسباب النعيم والشقاء، فما تضخم شجرة، ولا تستفحل فِكرة، ولا يستحصد عقل، إلا بمكابدة ما في الوجود من أطايب وصعاب