وعزله - ياقوت الحموي في كتابه المعروف بإرشاد الأريب في معرفة الأديب - أعني - معجم الأدباء وذلك بإسهاب يصعب علينا استيعابه فنختصره ونقول: (قال بعد ذكر نسبه ومولده سنة تسع وعشرين وثلاثمائة بخلاف ما ذكره الخطيب البغدادي وابن الجوزي صاحب المنتظم وهما أسبق من ياقوت وذكر وفاته أيضاً من دون خلاف، وذكر تآليفه كما ذكرناه آنفاً: ولي القضاء بواسط وكان بها متولياً سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. وقال في موضع آخر من كتابه نشوار المحاضرة: حضرت أنا مجلس أبي العباس أبي الشوارب قاضي القضاة إذ ذاك وكنت حينئذ أكتب له على الحكم والوقوف بمدينة السلام مضافاً إلى ما كنت أخلفه عليه بتكريت ودقوقا وخانيجار وقصر ابن هبيرة والجامعين، وسوراء وبابل والإيغاريين وخطرنية وذكر قصة. وذكر في موضع آخر - جاء قبلاً منقولاً عن الخطيب البغدادي - أنه كان يتقلد القضاء بعسكر مكرم في أيام المطيع لله، وعز الدولة بن بويه. وقد ذكر أبو الفرج الشلجي أنه تقلد القضاء بالأهواز نيابة عن القاضي أبي بكر بن قريعة. قال أبو الفرج: وحدثني أبو علي التنوخي القاضي قال: لما قلدني القاضي أبو بكر بن قريعة قضاء الأهواز خلافة له كتب إلى المعروف بابن سركس الشاهد، وكان خليفته على القضاء قبلي كتاباً على يدي وعنوانه: إلى المخالف الشاق، السيئ الأخلاق؛ الظاهر النفاق، محمد بن إسحاق. وقال ياقوت أيضاً: قرأت في كتاب الوزراء لهلال بن المحسن: حدث القاضي أبو علي قال: نزل الوزير أبو محمد المهلبي السوس فقصدته للسلام عليه وتجديد العهد بخدمته، فقال لي: بلغني أنك شهدت عند ابن سيار قاضي الأهواز قلت نعم. قال: ومن ابن سيار حتى تشهد عنده وأنت ولدي وابن أبي القاسم التنوخي أستاذ ابن سيار؟ قلت: ألا أن في الشهادة عنده مع الحداثة جمالاً - وكانت سني يومئذ عشرين سنة - قال وجب أن تجيء إلى الحضرة لأتقدم إلى أبي السائب قاضي القضاة بتقليدك عملاً تقبل أنت فيه شهوداً (قلت ما فات ذاك إذا أنعم سيدنا الوزير به، وسبيلي إليه الآن مع قبول الشهادة أقرب. فضحك وقال لمن كان بين يديه: انظروا إلى ذكائه كيف اغتنمها؟ ثم قال لي أخرج معي إلى بغداد. فقبلت يده ودعوت له. وسار من السوس إلى بغداد. ووردت إلى بغداد في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، فتقدم إلى أبي السائب في بما دعاه أن قلدني عملاً بسقي الفرات. وكنت ألازم الوزير أبا محمد وأحضر طعامه ومجالساته. واتفق أن جلس يوماً