أخبرني أنه يباشر أعماله العجيبة بواسطة الأرواح الطيبة، ولكنه قال لآخرين أن سحره شيطاني
وطلب الساحر أولاً قلماً وحبراً وقطعة ورق ومقصاً ليعد تجربة مرآة الحبر السحرية التي تسمى، مثل بعض الأعمال المشابهة الأخرى، ضرب المندل. ثم قطع قصاصة ضيقة كتب عليها بعض أدعية علاوة على تعويذة أخرى يعتقد أن التجربة تتم بها. ولم يحاول أن يخفي ذلك. ولما طلبت نسخة منها قبل بسهولة وكتبها في الحال موضحاً لي في الوقت نفسه أنه يبلغ غايته بفعل الكلمتين الأوليين (طرش) و (طريوشٌ) وهما أسماء تابعيه الجنيين. وقد قارنت النسخة بالأصل فوجدتها مطابقة تماماً. وهذا نصها:
طرْشٌ طريوشٌ انزلوا انزلوا، احضروا إلى مذهب الأمير وجنوده، إلى الأحمر الأمير وجنوده
احضروا يا خدام هذه الأسماء.
وهذا الكشف، فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد صحيح صح.
وبعد أن كتب هذه الكلمات، فصل الأدعية عن التعويذة وقطع الأولى إلى ست جذاذات. ثم شرح لي أن القصد من التعويذة التي تتضمن جزءاً من الآية الحادية والعشرين من سورة الكف، هو فتح عين الصبي بطريقة غير عادية وجعل بصره حاداً يرى مالا نراه
وكنت قد أعددت بإرشاد الساحر قليلاً من اللبان، والكزبرة ومجمرة بها جمر. فوضعت كل هذا في الغرفة مع الصبي الذي أعد لإجراء التجربة، وكانوا قد دعوه من الشارع بناء على طلبي من بين بعض الصبيان حين عودتهم من أحد المصانع. وكان الصبي يبلغ من العمر ثماني سنوات أو تسعاً. وعندما سألت الساحر أن يبين لي من يستطيع النظر في مرآة الحبر السحرية أجابني: الصبي دون البلوغ، والبنت العذراء، والجارية السوداء، والمرأة الحامل. ووضع الساحر المجمرة أمامه، ثم أجلس الصبي على كرسي وأمر خادمي أن يضع في المجمرة بعض لبان وكزبرة. ثم أمسك يد الصبي اليمين ورسم على راحته مربعاً سحرياً نقلت نسخة منه هنا (شكل رقم ٥٣) ويتضمن هذا الشكل أرقاماً عربية ثم صب في وسطه قليلاً من الحبر وطلب من الصبي أن ينظر فيه ويخبره إذا كان يمكنه رؤية وجهه معكوساً فيه. فأجاب الصبي إنه يرى وجهه جلياً. فقال الساحر وهو يمسك بيد الصبي طول