للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تملأ ألحانه الأرض غداً). وبلتيس يؤلمها أن يمر متكبراً، وقد أصابته لوثه أهل الفنون فليمض شقياً! أما تاييس فهي أكثر إشفاقاً عليه. لا تلومه لأنه (كف عينيه برق الحياة) فتحاول بيلييس أن تثير حقد صاحبتها فتذكر لها ما صنع أترابه الشعراء من قبل يوم أغووا حواء ولدات حواء. والمرأة - دائماً - حديث الفن!

أنالته أجمل أزهارها، ... فأهدى لها شر أزهاره!

ولعل هذه الأزهار تذكرنا بأزهار بودلير!

وهنا نستشهد بيلتيس بقصيدة (الحية الخالدة) التي قدم لها صديقنا الأستاذ الكيالي بأن المرأة هي الحية الخالدة التي يشتهيها الفنانون والشعراء رغم لدغاتها. وفي هذه القصيدة يهبط الشاعر بمعشوقته من المنزلة العالية التي تصورها فيها إلي المنزلة الدانية التي تضج بها الشهوة الجائعة؛ وتصبح فيه المرأة كتلة من لحم يثير الدماء بعد أن كانت جمالاً صور من نقاء - فانحدرت المرأة وانحدر بانحدارها الرجل لأنه أصبح شيئاً ككل الرجال، وأصبحت هي شيئاً ككل النساء

أما بيليتس فلا تحب أن تعتقد بخطيئة المرأة؛ لأن الرجال. . .

وكم في الرجال سعار الوحوش ... إذا لمسوا الجثة الدافئة. . .

أما المرأة. . .!

ألم ينسم الخلد من عطرها ... ألم يعبد الحسنَ في زهرها

ألم يقبس النور من فجرها ... ألم يسرق الفن من سحرها

شفت غلة الفن حتى ارتوى ... وإن دنس الفن من طهرها

وهامت على ظمأ روحها ... وكم ملئوا الكأس من خمرها

والمرأة تبقى بعد هذا أحجية الفن.

(خطيئتها قصة الملهمين) ... (وإغراؤها الفرح المفتقد)

لقد قربت جداً عارياً ... وقلباً يضن بأسراره

ثم تنتقل هذه الغواني من حديث الشعر إلى الفن الممثل في - تمثال جميل - فلا تجد سافو الفنان أعلى روحاً من الشاعر لأنه كمثله.

غداً يستغل غرام الحسان ... سبيلاً إلى الشهرة الذائعة

<<  <  ج:
ص:  >  >>